إنّ الورديّة تقودكم إلى السّلام

إنّ الورديّة تقودكم إلى السلام
(رسالة العذراء إلى الأب ستيفانو غوبي، 7 تشرين الأوّل 1986 – بإذن السّلطة الكنسيّة)

 إنّي ملكة الوردية المقدّسة. أنا قائدتكم التي تقودكم في المعركة الرهيبة ضدّ إبليس وكل قوّات الشرّ إذا تركتموني أقودكم بنفسي بخضوع، ستشعرون دائمًا بالقرب منكم بعون ملائكة الرب الثمين، والطوباويّين وقدّيسي السماء، وكلّ النفوس التي ما زالت تتطهّر في المطهر.
إنّي بالفعل القائدة لكتيبةٍ واحدة. هذا اليوم، حيث تتذكّرون تاريخ إحدى أكبر انتصاراتي، أريد أن في أدعوكم للقتال بشجاعة وثقة، دون أن يرعبكم التكتيك المتستّر والخطير الذي يستعمله خصمي ليحملكم على فقدان العزيمة.

أريد أيضا أن أكشف لكم عن ثلاثة فخاخ تشكل جزءًا من الاستراتيجيّة الخاصّة التي يستعملها خصمي في هذا القتال الكبير :

 الاستراتيجية الأولى ترتكز على نشر اليقين بأنه نجح الآن في السيطرة على العالم أجمع، وأنه أقام ملكه ويمارس سلطنه بالكمال. إنّ فتحه الكبير هو هذه البشرية التي تمرّدت ضدّ الله والتي تردّد  تحدّيه : لن أخدم السيّد !
 هنالك وسيلة خطرة يستعملها إبليس في هذه الأوقات، وهي في إعطاء الشعور بأنه حاليًا لم يعد بالإمكان عمل أي شيء، ولن يكتب النجاح لأي محاولة للتّغيير، وأن أيّ مجهودٍ هو غير نافع في قيادة البشرية في طريق العودة إلى الله والخير.
 إنّ أمكم السماوية تؤكّد أيضًا أنّ هذه البشرية هي أيضا قطعةٌ ثمينة من شعب الله، التي اكتسبها يسوع بثمن دمه الذي أهرقه حتى آخر نقطة لأجل خلاصنا. إن الله هو، بخاصّة اليوم، المنتصر الوحيد، وهو يحبّ كلّ البشريّة المسكينة المريضة التي انتزعت منه : إنه يهيّئ الوقت الذي فيه وبأعجوبة  كبرى من محبّته الرحومة، سيقودها في طريق العودة إليه، لكي يمكنها أن تعرف أخيرًا زمنًا جديدًا من السّلام والمحبّة والقداسة والفرح. لأجل هذا، أدعوكم لاستعمال دائما سلاح الثّقة القويّ والاستسلام البنوي، ومحبة كبيرة غير محدودة، وتفرّغًا كاملاً لكلّ الضروريات الروحيّة والماديّة للقريب…

الفخّ الثاني لخصمي هو نجاحه في وضع الكنيسة في حال من المصاعب الخطرة، بهزّها من أساستها بواسطة رياح النزاع والانقسام وعدم الأمانة والجحود. الكثيرون يفقدون الشجاعة، برؤيتهم كم هم عديدون اليوم، الرّعاة الذين يخدعون بواسطة عمله المتستّر والخطر. الوسيلة التي عليكم استعمالها لتجابهوا هذا الفخ، هو تكرّسكم لقلبي البريء من الدنس، لأنّه حتّى لو بانت الكنيسة اليوم أنّها ممزّقة، مظلمة ومغلوبة، فقد عهدها مع ذلك يسوع، إلى حراسة أمكم السماوية المحِبّة.
أريد مساعدتها وتعزيتها وشفاءها بواسطتكم، يا أبنائي المكرسين لقلبي  والأدوات الطيعة لمشيئتي الوالدية.

بواسطتكم، أسكب بلسمًا على هذه الجراح الأليمة. وأواسي ساعات آلامها وحزنها ؛ إنّي أهيّىء الوقت لتجديدها الأكبر. إنّي أقوم بذلك في هذه الأوقات بشكل خاص بواسطة البابا خاصتي يوحنا بولس الثاني، الذي يحمل في كلّ مكان علامة حضوري الوالديّ. إنّه يعطيكم الإشارة للمعركة ؛ إنّه يعلن لكم من الآن انتصاري الأكيد. إتبعوه في الطريق التي يرسمها لكم، إذا أردتم أن تحضّروا معي عنصرةً جديدةً ومشعّةً للكنيسة كلّها.

الفخ الثالث لخصمي هو في النجاح بنشره في كل مكان وبكلّ وسائل الاتصال الاجتماعيّة، أعماله السيّئة للدمار والموت. هكذا ضاعف الانقسامات ؛ الرذيلة يُشاد بها ؛ الفساد يتّسع ؛ العنف ينتشر ؛ والحروب تمتدّ مهدِّدة. لمحاربة هذا الشّر والانتصار عليه، والذي يحاول أن يغزو البشريّة بأسرها، يجب عليكم اللجوء إلى سلاح الصّلاة القدير. فبالفعل، إنّ الزمن الجديد بإمكانه أن يُقام فقط كهبةٍ من روح الرب، وليس كثمرةٍ من عمل الإنسان.
إذًا، يجب التماس هذه الهبة بواسطة صلاة مستمرّة غير متوقّفة وواثقة. صلّوا معي. يجب على الكنيسة كلّها الدخول في ندوة قلبي البريء الدنس للالتماس مع أمكم السماوية، لفيضٍ خاصٍ جدًا للروح القدس، الذي سيقودها لعيش اختبارٍ لعنصرةٍ ثانية مشعّة.

صلّوا بخاصّة الوردية المقدّسة. لتكن للجميع السلاح القويّ لاستعماله في هذه الأوقات.
إنّ الورديّة تقودكم إلى السلام. بواسطة هذه الصلاة، بإمكانكم الحصول من الرّبّ على النعمة الكبيرة لتغيير القلوب، وتغيير النفوس، والمحبة، والنعمة الإلهيّة، والقداسة.

 أيضًا، لا تقولوا أبدًا: ” ولكن دائمًا وفي كلّ مكان، كلّ شيء يبقى مثلما كان سابقًا. لا شيء يتغيّر أبدا ! ” – هذا غير صحيح يا أبنائي المفضّلين. كّل يوم في الصّمت والسّر، تخوض أمّكم السماوية معركتها ضدّ الخصم وتعمل بواسطة العلامات والظهورات غير العاديّة، لتغيير قلب العالم”.

 

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI