إفتحوا الأبواب للمسيح (العذراء تعلّق على عبارة البابا يوحنا بولس الثاني)


“أنظروا اليوم نحو بهاء أمّكم السماويّ، تلك البريئة من كلّ عيب، ودَعوا ذواتكم تنجذبون وراء عطري العذب. أنا هي الحبَل بلا دنس. أنا هي الجميلة بكلّيتها.

أنا هو بيت القربان الحيّ للثالوث الأقدس. حيث الآب مُمَجَّد على الدوام، والإبن محبوبٌ بشكل تام، والروح القدس مُمتلَكٌ بالكامل. أنا هو الباب الذي ينفتح لخلاصكم. إنّ دوري الوالديّ هو في تحضيركم لاستقبال ابني المزمع أن يأتي.

– إفتحوا الأبواب للمسيح
لقد أتى يسوع بواسطتي فيما بينكم يوم ولادته الأرضيّة أنا أمّه البتول، لكي يُصبح مخلّصكم وفاديكم. تأمّلوه بقلب طاهر وبنظرة حبّ في اللحظة التي يولدُ فيها منّي، حيث وُضِعَ في مذود، وأحسَّ بقساوة البرد وجليد عالم يجهله ويرفضه. إنّ هذا الطفل الذي يبكي هو إلهنا معنا، إنّه فادي العالم، إنّه المخلّص.

– إفتحوا الأبواب للمسيح
إفتحوا أبواب روحكم لتستقبلوا بتواضع وطواعية كلمته الإلهيّة. إنّ كلمته وحدها هي التي تجلب لكم نور الحقيقة في خضمّ الظلمات الكثيفة التي تغطّي أرواحًا بشريّة غائصة في الأضاليل. إجعلوا بشارة إنجيله تشعّ في العالم. إملأوا الدور المُوكَل إليكم بالنسبة إلى طريقة التبشير الجديدة. إحملوا اليوم أيضًا كلمته إلى المساكين والخطأة، إلى المرضى والسجناء، لكي يمكنهم أن يسيروا جميعًا على نور الحقيقة.

– إفتحوا الأبواب للمسيح
إفتحوا أبواب نفوسكم لتستقبلوه بطريقة لائقة في اللحظة التي يصل فيها إليكم تحت أعراض الإفخارستيا. إنكم تقبلون يسوع في شخصه الإلهيّ مع جسده الممجَّد ومع ألوهته، عندما تتقرّبون من المناولة المقدّسة. يجب أن تحضّروا في نفوسكم مسكنًا يليق به. لذلك، إنّي أدعوكم لتهربوا من الخطيئة، وألاّ تجعلوها تتملّك منكم، لتعيشوا دائمًا في حالة النعمة وفي محبّة الله. إذا حصل أن وقعتم في الخطيئة المميتة، فإنّ سرّ الإعتراف هو ضروري قبل تقبّل المناولة الإفخارستية. إنّ قلبي ينزف اليوم إذ أرى كيف تنتشر دائمًا أكثر فأكثر المناولات المنتهكة للأقداس، بسبب الكثيرين الذين يقتبلون يسوع في الإفخارستيا وهم في حالة الخطيئة المميتة، ولا يعترفون بها. لتكن نفوسكم مملوءة نعمة وقداسة، بحيث تقبلون فيه يسوع بشكل لائق عندما يهب ذاته لكم في سرّ المحبّة.

– إفتحوا الأبواب للمسيح
إفتحوا أبواب قلوبكم لكي تستطيعوا أن تقبلوه بقوّة محبّتكم. إنّ يسوع يقودكم إلى كمال المحبّة. إنّه هو الذي يحبّ فيكم! ومن خلالكم ينتشر حبّه للجميع. إنّه يريد أن يحبّ كل شخص تلتقونه في طريقكم؛ وبواسطتكم، تزداد محبّته الإلهيّة، فتصبحون هكذا أدوات الظفر لمحبّته الرحومة.

– إفتحوا الأبواب للمسيح
إفتحوا أبواب حياتكم للمسيح عندما سيعود في بهاء مجده. إنّ الحياة المسيحيّة يجب أن تُوجَّه على الدوام نحو هذا الانتظار. لذلك، إنّي أدعوكم لنعيشوا في ثقة ورجاء كبيرَين. إستسلموا إستسلامًا بنويًّا بين يدي أبيكم السماويّ. عندئذٍ، تقضون كلّ يوم من الأوقات الأليمة، في السكينة والفرح، لأنّ كلّ آلام الزمن الحاضر لا تُقارَنَ بالمجد الذي ينتظركم، عند ظهور المسيح إذ ترونَه كما هو في كامل بهائه الإلهيّ”

 

-رسالة 8 كانون الأول 1997-من “الكتاب الأزرق” – كتاب ممضيّ من الكنيسة ويُنشَر بإذنها – رسائل العذراء الى الأب ستيفانو غوبي “مؤسس الحركة الكهنوتية المريمية” ومن ثمارها تكريس لبنان لقلب مريم !

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI