يا له من نور: نور ليلة الميلاد!

إنّها ليلة الميلاد المقدّسة. هيّئوا نفوسكم يا أولادي الأحبّاء لتستقبلوا معي إبني الإلهيّ.
إنّ الليل عميقٌ من حولنا. ومع ذلك فسيلمع في المغارة نورٌ يزداد قوّة. إنّه يخترق الآن السماء، بينما الأم غارقة في صلاة عميقةٍ. يا له من نور ينحدر من حضن الآب، في أحشاء الأم البتولة، الذي ينفتح ليُعطي الحياة. وفيما أنا مغمورة بهذا النور الإلهي، لقد استطعت قبل الجميع أن أتأمّل جسده: عينَيه، وجنتَيه، وشفتَيه وجهه، ذراعَيه، يدَيه؛ إنّي أشعر بقلبه الصغير، الذي بدأ للتوّ بالخفقان. كلّ خفقة من هذا القلب، هي هبة محبّة لن تتوقّف أبدًا.
إنّه بردٌ حقيقيّ من حولنا ! هذا البرد الشديد وهذا الجليد، الناجم عن الذين يتركون أبوابهم مغلقةً أمامنا. ولكن هنا داخل المغارة، تسود حرارة عذبة ولطيفة. إنّه الملجأ الذي يقدّمه لنا هذا المكان التعيس، حرارة الأشياء الصغيرة، والعون الذي تقدّمه لنا رزمة من الشعير، وملفٌ شَكّل لنا مهدًا…
ليس هنالك في هذه اللحظة في أيّ مكان، حرارة إلاّ في المغارة الباردة. وتنحني الأمّ طائرة من الفرح على ولدها الذي أعطاكم إيّاه الآب، على وردته التي تفتّحت، على سمائها المفتوحة الآن على الدوام، على إلهها المنتظر منذ زمن طويل. وامتزجت دموعي بقبلاتي، فيما كنت أتأمّل بنشوة، إبني وإلهي، المولود منّي في ليلة الميلاد.
اليوم تخيّم ظلمةٌ كثيفةٌ أيضًا على العالم. ثلج كثير يجلّد القلوب والنفوس. ولكن لقد غلب النور الظلمات، وخنق الحبّ نهائيًّا كلّ حقد.
يا أبنائي الأحبّاء، إسهروا في هذه الليلة بالصلاة. كونوا حاضرين داخل قلبي البريء من الدنس. إنّ عودته المُمجّدة قد أصبحت الآن قريبة. إنّ نورًا جديدًا ونارًا كبيرة سيُجدّدان هذا العالم”.

رسالة 24 كانون الأوّل 1979

“الكتاب الأزرق” – كتاب ممضيّ من الكنيسة ويُنشَر بإذنها – رسائل العذراء الى الأب ستيفانو غوبي “مؤسس الحركة الكهنوتية المريمية” ومن ثمارها تكريس لبنان لقلب مريم !


تابعونا على الفيسبوك:

قلب مريم المتألم الطاهر 

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI