توصيات وتنبيهات رعويّة – من أجل احترام القربان الأقدس والمذبح (المطران شربل عبدالله)

أبرشيّة صور المارونيّة

توصيات وتنبيهات رعوية

[صادرة عن راعي الأبرشية المطران شربل عبدالله]

في عيد جميع القديسين 1 تشرين الثاني 2022

أوّلاً: في المناولة والاعتراف والتوبة:

  1. يُرجى من الكهنة خدّام الرعايا تنبيه المؤمنين المشاركين بالذبيحة، بوضوح وبإلحاح، إلى أنّ كلّ مؤمن على ضميره خطيئة ألاّ يتقدّم من تناول جسد الرب ودمه إلاّ بعد الاعتراف بخطاياه اعترافًا دقيقًا وواضحًا. وفي هذا التوجه يُوضح تعليم الكنيسة حول ضرورة الاعتراف قبل المناولة كالآتي: “من يتذكّر خطيئة مُميتة ارتكبها، عليه ألاّ يتناول القربان المقدس قبل أن ينال الحلّة السرية” (ت م1457). ويتكرّر هذا التنبيه كلّ أحدٍ وعيد في بداية الذبيحة، مع تشجيع المؤمنين على الاعتراف من أجل خلاص نفوسهم.
  2. وفي شأن فحص الضمير والتهيئة اللّائقة قبل المناولة وتلبية الدعوة يقول التعليم المسيحيّ أنّه: “علينا أن نتهيّأ لهذه اللّحظة العظيمة المقدّسة. ويحثُّنا القدّيس بولس الرسول على محاسبة الضمير: “من أكل خبز الرب أو شرب كأسه ولم يكن أهلاً لهما، فقد جنى على جسد الربّ ودمِه. فليُحاسب الانسان نفسه، قبل أن يأكل من هذا الخبز ويشرب من هذه الكاس. فمن أكل وشرب وهو لا يرى فيه جسد الرب، أكل وشرب الحُكم على نفسه” (1 قور 11: 27ـــ29). فمن عرف نفسه في خطيئة ثقيلة، عليه أن ينال سرّ المصالحة قبل أنْ يَقدُم على المناولة.” (ت م1385).
  3. وضمن سرّ التوبة، من الضروري تشجيع المؤمنين على “التكفير” لأنّه يُكمِّل التوبة الصحيحة خصوصا وأن “ثمة خطايا كثيرة تسيء إلى القريب، فلا بُدّ من أن نبذل المستطاع للتكفير عن الإساءة.” ويضيف التعليم: “إن الحلّة تُلغي الخطيئة، ولكنّها لا تُداوي كلّ البلبلات التي أحدثتها الخطيئة. على الخاطئ بعد أن ينهض من كبوته، أن يسعى إلى استرداد كامل عافيته الروحية. عليه إذن أن يُضيف على توبته ما يُعوّض به عن ذنوبه: عليه أن يُكفّر عن ذنوبه بما يتناسب وإياها.” (ت م1459)
  4. من الضروري أن نُرشد المؤمنين إلى المعنى الحقيقي والخلاصي لسر التوبة، خصوصًا لناحية التعبير الصادق عن التوبة: “التوبة الباطنة هي إعادة توجيه جذرية للحياة كلها. إنها عودة وارتداد إلى الله من صميم قلبنا وإمساك عن الخطيئة وبُغضٍ للشر، وكرهٍ لما اقترفناه من أعمال ذميمة. وهي تنطوي، في الوقت نفسه، على الرغبة والقصد في أن نُجدّد حياتنا مُعتصمين برجاء رحمة الله، والثقة بمعونة نعمته. ارتداد القلب هذا يُرافقه توجّع وحُزن خلاصيّان سمّاهما الآباء غمّ الروح، وانسحاق القلب.” (ت م1431)
  5. “على الكهنة أن يحثّوا المؤمنين على الإقبال إلى سر التوبة، وعليهم أن يتفرّغوا لهذا السرّ كلّ مرّة يطلبه المسيحيون بطريقة معقولة” (ت م 1464).
  6. عن الاستعداد لقبول سرّ القربان يوضح أيضًا التعليم المسيحي: “على المؤمنين أن يُراعوا الصوم المفروض في كنيستهم ليُحسِنوا الاستعداد لقبول هذا السر. ويجب أن يعبّر الجسم، بلياقة هندامه وتصرفاته، عمّا تكنُّه هذه اللحظة التي يصبح فيها المسيح ضيفنا، من معاني الاحترام والحفاوة والبهجة.” (ت م1387)
  7. ونذكّر بضرورة الالتزام بما ورد في تعليم غبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي في “الالتزام بإعطاء المناولة تحت الشّكلين، وبعدم إعطائها في اليد ولو تحت الشكل الواحد”[1]. بناء عليه نعود ونؤكّد بأن تُعطى المناولة بالفم، وبشكل نهائي، تحت الشّكلَين ولكلّ المؤمنين أيًّا كانوا ولكلّ الُمكرّسين والمكرّسات دون أيّ استثناء، ويُعمل بهذا الارشاد في كلّ كنائس الأبرشيّة سواء كانت رعوية أو ديريّة، لأنّ الأسقف المحلّي، وبحسب تعليم الكنيسة، “هو الذي يرعى دائمًا الإفخارستيا، حتّى وإن ترأّسها كاهن.” (ت م 1369).
  8. تحرص كل رعيّة على تأمين كؤوس مزدوجة كافية لإعطاء المناولة تحت الشّكَلين.
  9. يُعطى للمؤمنين حرّيّة قبول المناولة إمّا ركوعًا أو وقوفًا لأنّ التّقليدَين معروفَين في الممارسة الطّقسية خلال قدّاسنا الماروني.

ثانيًا: في سرّ الإفخارستيا:

  1. “فَسِرُّ الإفخارستيا الأقدس يحتوي حقًا وحقيقة وجوهريًا جسد يسوع المسيح ودمه مع نفسه وألوهيته، ومن ثمّ، فهو يحتوي المسيح كلّه كاملاً…” وفي هذا الحضور الجوهري “يكون المسيح الإله والانسان حاضرًا كلّه كاملاً” (1375). وفي موضع آخر يعبر بكلام آخر فيقول: “بتكريس الخُبز والخمر يتحوّل كلُّ جوهر الخبز إلى جوهر جسد المسيح ربّنا، وكلّ جوهر الخمر إلى جوهر دمه. هذا التغيير، قد أصابت الكنيسة بتسميته التحوّل الجوهري.” (1376).
  2. يُطلب إلى الكهنة أن يُذكِّروا المؤمنين بتعليم الرسل والكنيسة حول إلزامية اشتراك المؤمنين بالإفخارستيا والاستعداد لها بالاعتراف كما ورد في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية حيث نقرأ: “وتُلزم الكنيسة المؤمنين بأن “يشتركوا في الليتورجيا الإلهية أيّام الآحاد والأعياد وأن يتناولوا الإفخارستيا أقله مرة في السنة، في الزمن الفصحي إذا أمكن ذلك، ويستعدُّوا لها بسرّ المصالحة.” بيد أنّ الكنيسة تحثُّ المؤمنين بشدة على أن يتناولوا الإفخارستيا أيّام الآحاد والأعياد، بل أكثر من ذلك أيضًا، وحتى كلّ يوم.” (1389).
  3. يحرص الكهنة أن تُرافق المناولة دائمًا بصينيّة مخصّصة لهذا الغرض على أن تكون كبيرة كفاية، ويُعيّن لخدمتها من يكون واعيًا وحريصًا لئلّا يقع جسد الرّب أرضًا أو “لئلا يسقط شيءٌ على الأرض من الجواهر المقدّسة”[2]. وبعد الانتهاء من المناولة يحرص المحتفل على أن يأخذ الصينيّة ويلتقط عنها فُتات جسد الربّ ليوضع في الكأس.
  4. وعندما يقع جسد الرب أرضًا خلال المناولة يجب التقاطه من الكاهن نفسه ومن ثم مسح الأرض جيدًا بإسفنجة القُدّاس.
  5. عدا الكاهن والشمّاس لا يُسمح لأيّ شخص آخر أن يُعْطي المناولة للمؤمنين لا في القدّاس أو خارجه، في المنازل على سبيل الذكر، كما لا يحقّ لأيّ علمانيّ أن يحمل كأس الدم أو حِقَّ الجسد خلال إعطاء المناولة.
  6. وفي شأن حضور المسيح في القربان يوضح القدّيس توما: “وجود جسد المسيح الحقيقيّ في هذا السرّ “لا نُدركه البتّة بالحواس، بل بالإيمان وحده المرتكز على سلطة الله”. (ت م1381).
  7. بعد مناولة الشعب، وقبل البدء بصلاتي الشكر، ندعو المؤمنين إلى وقت صامت للشّكر عن الاشتراك بجسد الرب ودمه. ولهذه الغاية، يمكن أن نُساعد المؤمنين على فعل الشكر من خلال وضع صلوات خاصة للشّكر في متناولهم.
  8. ندعو المؤمنين في نهاية القدّاس والصلوات إلى ضرورة الالتزام بجوّ الخشوع مع خروجهم من الكنيسة احترامًا لحضور المسيح في القربان.

ثالثًا: في احترام المذبح والمناولة

  1. المذبح هو مكرّس ومقدّس، هو مائدة الرب يسوع، عليه تتمّ كل يوم ذبيحة جلجلته فعليًا، إنه مذبح ذبيحة خلاصنا، وهو الموضع الذي عليه يتقدّس ويوضع جسد الرب أي الرب نفسه، لذا يجب أن نحفظ للمذبح أعلى درجات الوقار والاحترام والتقديس، وبناء عليه:
  2. إن خدمة المذبح والتقدّم منه هي منوطة فقط بالأسقف والكهنة.
  3. ليس للعلمانيين، صغارًا وكبارًا، ولا الراهبات ولا حتى الشمامسة ملامسة المذبح لأنّ ذلك محصور فقط بالأسقف والكاهن. ويعود لخادم الرعية أن يُكلّف شخصًا وتحت إشرافه مهمة وضع شراشف المذبح وتبديلها بوقار واحترام وإجلال. ومن الضروري أن تكون شراشف المذبح لائقة جدًا وجميلة بحسب الفن المقدس لتلائم قدسية المذبح ومهابته ولإكرام جسد الرب ودمه اللذين يتقدّسان عليه.
  4. لا يوضع على المذبح مُطلقًا أي جسم غريب ليس له علاقة مع القدّاس والتقديس، مثل الأمور التالية لا حصرًا: المعقّمات، الأدوات الالكترونية مثل المسجلات والهواتف وأدوات العرض وغيرها، والورود، والمحارم، ومفكّرة التوصيات… وفي مناسبات رعويّة حيث يتمّ تقديم تقادم أخرى متنوعة، فهذه لا توضع مطلقًا على المذبح، إنّما يُخصّص لها موضع جانبي في الخوروس وليس على المذبح ولا قربه.
  5. أمّا في شأن صور القديسين، فهي أيضًا لا توضع على المذبح، إنما يُخصّص لها قواعد خشبية أو معدنية تتلاءم مع هندسة الكنيسة ومذبحها لتوضع أمام المذبح أو إلى جانبه في وقت العيد أو في المناسبات الروحية.
  6. يوضع حكمًا على المذبح ولجهة الشعب صليبٌ مرتفعٌ عليه المصلوب حيث يتمكّن المؤمنون من رؤيته خلال الذبيحة وفي كلّ الأوقات ليعلموا بذلك ذبيحة إلههم المقدمة أمامهم على المذبح، بالإضافة إلى كتاب القداس والشموع والصمدة والإسفنجة وصينيّة المناولة ومزكة المياه، وعدا ذلك من أمور أخرى فهي توضع في مكان آخر مناسب لها.

 

 

 

[1] الليتورجيا المارونية ليتورجية الكنز الحي، الرسالة العامة الثالثة، بكركي 2014، رقم 59.

[2]  البطريرك بشاره بطرس الراعي، الليتورجيا المارونية ليتورجية الكنز الحي، الرسالة العامة الثالثة، بكركي 2014، رقم 59.

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI