قلقي لكبيرٌ

“يا أبنائي المفضّلين، أمضوا معي الساعات الأخيرة من هذه السنة “1993”، في الصلاة والتأمّل. لا تدعوا الشكّ والضجيج والتسليات تسلبكم، والتي يستسلم لها جزءٌ كبيرٌ من أولادي. إقرأوا بصمتٍ علامات زمنكم،
وشاركوني في قلقي بما ينتظركم.

إنّ قلقي كبير لأنّ هذه البشريّة المريضة جدًّا تثابر في رفضها المُتعنّت لله ولشريعة محبّته. لقد تدخّلتُ في هذه السنة بكثير من الطرق والعلامات والسُبُل غير العادية، لأدعوها للتغيير والعودة إلى الربّ. ولكن لم يسمعوا لي.
إنّ اسم الربّ يُحتقَر، ويتمّ تدنيس يومه (يوم الرب: الأحد حيث تمنع الكنيسة العمل) أكثر فأكثر. إنّ الأنانيّة تخنقُ قلوب البشر التي أضحت باردة ومُقفلة لعدم القدرة الكبيرة على المحبّة. لقد تمّ تقليل قيمة الحياة؛
العنف والاقتتال يتزايدان؛ ويتمّ استعمال كلّ الوسائل لمنع ولادة الخلائق الجديدة؛ إنّ عمليّات الإجهاض الطوعيّة تتزايد في كلّ مكان، وهذه الجرائم الفظيعة تصرخ بالانتقام ليلاً ونهارًا أمام وجه الله؛ إنّ الدنس ينتشر مثل مدٍّ من الوحل يجتاح كلّ شيء. إنّ كأس العدالة الإلهيّة قد طفح، حتّى إنّه بدأ يفيض !

إنّي أرى العقاب الذي بواسطته ستُطهِّر وتخلّص رحمة الله هذه البشريّة المِسكينة الخاطئة. كم هي كثيرةٌ وكبيرةٌ الآلام التي تنتظركم يا أولادي المساكين، يا من يهاجمكم إبليس بشدّة ويخدعكم، روح الكذب يغرّكم ويقودكم إلى الموت !
إنّ قلقي لكبير، لأنّ كنيستي هي تحت رحمة قوّات الشرّ، التي تهدّدها وتحاول تدميرها في داخلها. إنّ الماسونيّة بقوّتها الشيطانيّة، قد أقامت مركزها في قلب الكنيسة نفسها، حيث يقيم نائب إبني يسوع؛
إنّها من هناك تنشر نفوذها الشرير في كلّ أنحاء العالم. إنّ الكنيسة سيخونها اليوم أبناؤها؛ وسيتمّ اضطهادها بوحشيّة وستُقاد إلى المِشنقة. إنّي أرى الاضطهاد الدمويّ على أبوابكم؛ إنّ الكثيرين بينكم سيُشتِّتهم الهواء العاتي الناجم عن هذا الإعصار المخيف.

إشتركوا معي في هذه الساعات بقلقي الكبير، واتّحدوا جميعكم بصلاتي للشفاعة والتعويض. ضاعفوا في كلّ مكان ندوات الصلاة التي طلبتُها منكم، كأمكنةٍ آمنة وملاجئ تستطيعون أن تحتموا فيها ضدّ العاصفة الرهيبة التي تنتظركم.
ستشعرون في الندوات بحضوري غير العادي، وستختبرون الأمان والسلام الذي تمنحكم إيّاها أمّكم السماويّة. في الندوات ستتمّ حمايتكم من الشرور، والمُدافعة عنكم ضدّ الأخطار الكبيرة التي تهدّدكم. في الندوات سأقوم أنا بتأهيلكم لثقةٍ ولرجاء كبير. وبما أنّ الندوة هي مكان خلاصكم، فقد هيّأَتها لكم أمّكم السماويّة في هذه الأزمنة الأخيرة، في حين أنّ الامتحان الكبير قد وصل وسيشمل للجميع.
 
– في النهاية قلبي سينتصر-

رسالة 31 كانون الأول 1993- من “الكتاب الأزرق” – كتاب ممضيّ من الكنيسة وينشر بإذنها – رسائل العذراء الى الأب ستيفانو غوبي “مؤسس الحركة الكهنوتية المريمية”

تابعونا يوميًا، على الفيسبوك :

قلب مريم المتألم الطاهر

final

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI