تكريم مريم في شهرها (أيار)

 

 

“إجتهدوا في هذا الشهر في أن تعيشوا بشكلٍ أعمق، تكريسكم لقلبي البريء من الدنس؛ هكذا فقط يا أبنائي المفضّلين باستطاعة كلّ واحدٍ منكم أن يكرّمني.
قدّموا لي زهورًا صغيرة من التقشّف، لتعزّوا الألم الكبير الذي أعانيه عندما أرى رفض البشريّة للدعوات التي وجَّهتُها إليها لكي تعود إلى الله. كم مِنَ البشر يُحزنون يسوع بسيرهم في طريق الخطيئة والدنس والرشوة والأنانيّة الجامحة! قدِّموا عَون تكفيركم وزُهدكم لأولادي المرضى المساكين. قدِّموا لي كلَّ يومٍ، خلال هذا الشهر المكرَّس لي، ورودًا صغيرة مصنوعة من الصمت والخضوع، من التفرّغ الكامل، من التواضع والصبر، من الوداعة، ومن الزهد عن الرفاهية للذّات الحواس.

هكذا ستسيرون في طريق ازدراء أنفسكم، محقّقين في داخلكم زهد العالم وإغراءاته، والذي يشكِّل الالتزام الأهمّ الذي اتّخذتموه يوم تكريسكم العمادي والكهنوتي.
قدّموا لي أكاليل من السبحات، تتلونها باستمرار وبوَرَعٍ كبير. إجمعوا حولكم الرهبان والمؤمنين في ندوات صلاة معي لا تتوقّف. إنّي أطلبُ منكم وخاصّة الآن، أن تصلّوا بحرارةٍ وفرح الورديّة المقدّسة. إنّها السلاح الذي يجب عليكم استعماله اليوم لتقوموا بهذه المعركة الدامية وتربحوها؛ إنّها السلسلة الذهبيّة التي تربطكم إلى قلبي؛ إنّها الصاعق الذي يُبعِد عنكم وعن أحبّائكم نار العقاب؛ كما وإنّها الوسيلة الأكيدة لتجدوني دائمًا إلى جانبكم.
أخيرًا إنّي أطلب منكم أن تجدّدوا دومًا التكريس لقلبي البريء من الدنس والوجيع وتعيشوه بالتمام. أُدخلوا بأسرع وقتٍ في هذا الملجأ ليمكنني الدفاع عنكم.
إنّ حمايتي يجب أن تكون أكثر ظاهريّة بالنسبة للجميع، لأنّ الأيّام التي تعيشونها مصبوغة بآلام كبيرة، وخطر الضياع يزداد بالنسبة لكثيرين من أولادي المساكين الذي أصبحوا اليوم مهدَّدين جدًّا.

ليكن شهر أيار هذا المكرَّس بشكلٍ خاص لي، مناسبة ثمينة لكم، لتسلّموا زمام أموركم إليّ، بواسطة تقدمة زهور صغيرة من التقشّف، وتلاوة الورديّة المقدّسة بتواتر، وبعيش التكريس لقلبي البريء من الدنس، بشكلٍ مكثّف”.

من “الكتاب الأزرق” – كتاب ممضيّ من الكنيسة ويُنشر بإذنها –


تابعونا على الفيسبوك:
قلب مريم المتألم الطاهر

final

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI