آلام يسوع في بستان الزيتون (رؤية للطوباوية كاثرين إيميريخ)

 

 

«بعدَما أسَّسَ يسوعُ السِرَّ الأقدَس: القُدَّاسَ، تَرَكَ العلِّيَّةَ: غرفةَ العشاءِ الأخير، مع الرُسُلِ الأحَدَ عشَرَ، روحُهُ كانَ قد أضحَى مُضطربًا وحُزنُهُ يتصاعَد. قادَ هؤلاءِ الرُسُلَ عبرَ طريقٍ قَفْرٍ إلى وادي يُوشَافاطَ، ليَصعَدُوا إلى جبلِ الزَيتون. لَمَّا وصَلُوا إلى الباب، شاهَدْتُ القمرَ الَّذي لم يبلغْ بعدُ كمَالَهُ، يرتفعُ فوق الجبل. وبينما يتجوَّل الرَبُّ معَهم في الوادي، أخبرَهُم بأنَّهُ سيعودُ إلى هذا الْمَكانِ ليَدينَ العالَم؛ ولكن ليسَ كما هي حالُهُ الآنَ فيالفَقْر والذُلّ؛ إذْ حينئذٍ سيَرتَِجفُ الكثيرونَ وسيَصرُخون: «أيَّتُها الجبالُ، ٱسقُطي علينا 

بَعدَ وُصولِِهم إلى جِتْسِمَانِي عند السَاعةِ التَاسعةِ تقريبًا، أبقى يسوعُ ثَمانيةً من رُسُلِهِ هناكَ وأخذَ معَهُ بطرسَ ويعقوبَ ويوحنَّا إلى داخلِ بستانِ الزَيتون، حيثُ تَرَكَهُم ليُصَلُّوا، وذهبَ هو إلى مُنحَدَرٍ يَتحوي مغارةً عُمقُها نحو مترَينِ، وكانَ يُعاني عذاباتٍ وتَجارِبَ جََّمةً ونفسُهُ حزينةٌ حتَّى الموت. وبينما كان يُصلِّي إلى الآبِ السَماويِّ، حضرَ إبليسُ بِتَجارِبِهِ الشَنيعةِ، ولَم
يكُن يعرِفُ أنَّ يسوعَ هو ٱبنُ الله. فجرَّبَ إبليسُ يسوعَ على أنَّهُ أكثرُ النَاسِ بَرارةً. راحَ إبليسُ يُجرِّبُ بشريَّةَ يسوعَ بقساوةٍ، في حينِ أنَّ يسوعَ كانَ هادئًا راكعًا يُصلِّي. ثَُّم وَصَفَتِ الطُوباويَّةُ المكانَ وحالةَ إِلَِهنا يسوعَ كما يلي: « رأيتُ الكهفَ ملآنَ بالأشكالِ الْمُخيفةِ. رأيتُ كلَّ الخطايا والشُرورِ والرَذائلِ والُْجحُودِ الَّتي تَعيشُها البشريَّةُ، تُعذِّبُ يسوعَ وتكادُ تُرزِحُهُ أرضًا:
أهوالُ الموت، والرُعبُ الَّذي تََملَّكَهُ وشعرَ به كإنسانٍ يَرى الآلامَ التَكفيريَّةَ الَّتي سيُقاسيها، ضَغَطَتْ عليه وهاجََتْهُ بأشكالِ أشباحٍ بَشِعَةٍ. سُِمحَ للمُجَرِّبِ بأنْ يَفعَلَ بيسوعَ ما يَفعلُهُ بكلِّ إنسانٍ يَرغَبُ في التَضحيةِ بذاتِهِ لأجلِ قضيَّةٍ مُقَدَّسةٍ. في النِزاعِ الأوَّلِ، أَظهَرَ إبليسُ أمامَ ربِّنا يسوعَ ضخامةَ دَيْنِ الخطيئةِ الَّذي يَِجبُ عليه أن يُسَدِّدَهُ… وفي النِزاعِ الثاني، كشفَ الملائكةُ السَماويُّونَ ليسوعَ عمليَّةَ التَكفيرِ بكامِلِها، فشاهدَ جَميعَ ٱمتِدادَاتِ ومَرارةِ العذاباتِ التَكفيريَّةِ الواجِبِ تَتميمُها لإيفاءِ العدالةِ الإلَيَّةِ حَقَّها. فتبَيََّن أنَّ إمكانيَّةَ التَكفيرِ لا تُكشَفُ لإبليسَ ولا تَرتَبِطُ به، فهو أَبُو الكَذِبِ واليأسِ ولا يُمكِنهُ إظهارُ الرحمةِ الإلهيَّة .

8a3aac3360e919fc34a07378c1472670

 

خلالَ آلامِهِ النفسيَّةِ والتجَارِبِ القاسيةِ، شاهدَتِ الطُوباويَّة يسوعَ يَرى خطايا البشريَّةِ كُلَّها. قالت: «رأى يسوعُ برُوحهِ كُلَّ آلامِ رسُلِهِ وتلاميذهِ وأصدقائِه وعذاباتِهم؛ ورأى الكنيسةَ الأُولَى بِعَدَدِها القليل، ثمّ معَ نُُموِّها العَدَدِيِّ رأى ٱضطرابًا بسببِ الهرَطَقاتِ والإنشقاقاتِ الَّتي يَقترِفُها أبناؤُها الَّذينَ يُعِيدونَ ٱرتكابَ خطيئةِ آدَم الأولى بالكبرياءِ والتَمرّدِ. رأى يسوعُ:
فتُُورَ عددٍ لا يُحصَى من المسيحيِّين وفسادَهم وخُبْثَهم ، ورأى أكاذيبَ جَميعِ الْمُعلِّمينَ الْمُتكبِّرينَ وخِداعَهم، وتدنيسَ الْمُقدَّساتِ على يَدِ كَهَنةٍ أَثمةٍ، والنتائجَ المُميتةَ لكلِّ هذهِ الخطايا، ورجاسةَ الَْخرابِ في ملكوتِ اللهِ (الكنيسة المقدّسة) وفي مَقدِسِ هذهِ البشريَّة النَاكرةِ للجميلِ والتي كانَ يسوعُ على وَشكِ أن يَفتدِيها بِدَمِهِ بِثَمَنِ عذاباتٍ لا يُمكِنُ وَصفُها ».

رأى يسوعُ فَضائِحَ العُصُورِ حتَّى نِهايةِ العالَم.
رأى كُلَّ الْمُرتَدِّينَ والْهرَاطِقَةِ ومُدَّعِي الإصلاحِ الَّذينَ يخدعُونَ النُفوسَ بثَوْبِ القداسة، الْمُفسِدينَ والفاسِدينَ خلالَ العصورِ، رآهم يُهينُونَهُ ويعَُذّبُونَهُ لأنَّهُ لَم يُصلَبْ وَفْقًا لرغبَتِهم أو لأنَّهُ لَم يتألَّم تَمامًا ليُشبِعَ كبرياءَهُم وتَخيُّلاتُِهم، وكلُّهُم تَنافَسُوا على تَمزيقِ ثَوْبِ كنيستِهِ غيرِ المخيطِ… كثيرونَ أساؤُوا مُعاملَتَهُ وأَهانُوهُ وأَنكَرُوهُ؛ كثيرونَ أَعرَضُوا عنهُ بٱشْمئزازٍ وهم يَهُزُّونَ رؤوسَهُم مُتجنِّبينَ لَفَْتَهُ 
لِمُعانقَتِهِم، مُسرعينَ نحو الْهاَويةِ حيثُ ابتُلِعوا…

شاهدَ يسوعُ كلَّ هؤلاءِ مُنفَصِلِينَ أحيانًا عنِ الكَرمَةِ الحقيقيَّةِ ومُختَبِئينَ بينَ العِنَبِ البَرِّيِّ، وأحيانًا كالِْخرافِ الضَالَّةِ بينَ أَيْدِي الذِئابِ الخاطفةِ، مُنقادِينَ مِنَ الأُجَراءِ الأَشْرارِ إلى مَراعٍ فاسدةٍ، وهم يَرفُضُونَ الدُخُولَ إلى حظيرةِ الرَاعي الصَالِحِ الَّذي بَذَلَ نفسَهُ من أجلِ الخرافِ… رَفَضُوا الْمَدينةَ الْمَبنيَّةَ على جبلٍ (روما: المدينة الكنيسة)  كنيستَهُ الْمَبنيَّةَ على صَخْرَةٍ، والثَابتةَ إلى مُنتهى الدَهرِ كما وَعَدَها… لقد بَنَوا مَساكِنَ على الرَمْلِ قابلةً للانْهيارِ سريعًا، يَهدِمُونَها ويَبنُونَها من جديدٍ، لكنَّها مَسَاكِنُ تَفتَقِدُ الْمَذبَحَ والذَبيحةَ… كانوا دائمًا مُتَخاصِمينَ بينَ بعضِهِم. لَم يَتَّفِقُوا يومًا وٱستَمَرُّوا في عَدَمِ الاستقرارِ: غالبًا ما دَمَّرُوا مَنازلَهمُ
ورَشَقُوا بِشَظاياها حَجَرَ زاويةِ الكنيسةِ الَّذي لم يَتزَعْزَعْ… كانوا في مَنازِلِ الظُلمةِ ولَم يَسيرُوا نحو النُورِ… جائِعِينَ ولَم يَدخُلُوا إلى حظيرةِ المسيحِ خَوْفًا من أشواكِ السِيَاجِ… سَكارَى مِنَ الكبرياءِ والأَنانيَّةِ والفَخْرِ بالذَاتِ… ».

ثَُّم رأتِ الطُوباويَّةُ كاثرينُ إيْميريخ «إبليسَ يخنُقُ ويَجرُّ وَراءَهُ أعدادًا كثيرةً من الْمُفتَدِينَ بِدَمِ المسيحِ والْمَختُومينَ بِمسْحَةِ المَيْرُونِ المُقَدَّس. لقد شاهَدَ الْمُخَلِّصُ، بألٍَم مُرٍّ، جُحُودَ هؤلاءِ المسيحيِّينَ وفَسادَهم ٱبتداءً من العصورِ المسيحيِّةِ الأُولَ، مُرورًا بالعُصورِ الَّتي تَلَتْها، وُصولاً إلى العَصْرِ الحاضِرِ وٱنتهاءً بنهايةِ العالَم» .
… وَسْطَ كُلِّ هذهِ الْمَشاهِدِ، رأيتُ إبليسَ يتحرَّكُ تحتَ أشكالٍ مُتنوِّعةٍ شنيعةٍ، تَُمثِّلُ شتىَّ أنواعِ الخطايا… لَم يأخُذْ ولا مرَّةً شَكْلاً يُشبِهُ مخلُوقًا كاملاً، كانت أشكالُهُ فقط رُمُوزًا للكراهِيَةِ والفتنةِ والتَناقُضِ والخطيئةِ، وأخيرًا، أشكالاً شيطانيَّةً. هذهِ الكائناتُ الشَيطانيَّةُ كانت تُحرِّضُ وتَُجرُّ وتُمزِّقُ أمامَ عَيني يَسوعَ حَشْدًا لا يُحصَى من النُفوسِ الَّذينَ كان سيَفتدِيهِم على دربِ الصَليبِ الْمُؤلِِم. في البدءِ، كنتُ نادرًا ما أرى الحيَّةَ القديمةَ،
ولكنّي رأيتُها لاحقًا وعلى رأسِها تاجٌ؛ وكانت بَِحجْمِ العملاقِ وتَتمتَّعُ بقوَّةٍ لا قياسَ لَها، وكانت تَقُودُ ضِدَّ يسوعَ جَحافِلَ لا تُحصَى في كلِّ زمَنٍ وكلِّ ذُرِّيَّةٍ. كانت هذه الجحَافِلُ والذُرِّيَّاتُ المُتَسلِّحةُ بشتَّى أنواعِ الأسلحةِ المدَمِّرَةِ تَتَقَاتَلُ بينَ الحين والآخَر، ثمّ تَعودُ وتَُجدِّدُ هُجُومَها على المخلِّصِ بغَيْظٍ شديدٍ… في خِضمِّ ٱعتداءاتِ هذهِ العصاباتِ الحانقة،…، بدا يسوعُ وكأنَّهُ أُصيبَ بِجروحٍ ورُضُوضٍ حقيقيَّةٍ… أمَّا الحيَّةُ، فكانت وَسْطَ الجحَافلِ الَّتي قادَتْها ضِدَّ يسوعَ من غيرِ تَوَقُّفٍ، تَضرِبُ مَناطِقَ الأرضِ بذَنَبِها فتُمَزِّقُ أو تبتلِعُ الَّذينَ تَضرِبُم»

.
بَعدَ أن وَصَفَتِ الطُوباويَّةُ كاثرينُ إيميريخ كيفيَّةَ تدنيسِ القُربانِ الْمُقدَّسِ والأوانِي الْمُقدَّسةِ من قِبَلِ الكهَنةِ ومُعاونِيهِم (كالقندلفتِ وخدمةِ المذبَح)، وحالاتِ الإهمالِ والإساءاتِ الْمُوَجَّهةِ إلى الرَبِّ، قالَت:
«رأيتُ مسيحيِّينَ وَقِحِينَ وكهَنَةً مُهمِلينَ أو دَنِسِينَ خلالَ الاحتفالِ بالقُدَّاسِ الإلهيِّ وتوزيعِ القُربانِ الْمُقدَّسِ، وجُُموعًا من الْمُتناوِلينَ الفاترينَ وغيرِ الْمُستَحِقِّين. ورأيتُ كيفَ تََوَّلَد مَصدرُ البركةِ وسِرُّ اللهِ الَْيِّ لعنةً لعَدَدٍ لا مَحدودٍ من النَاس، وجُنودًا أشرارًا يُدَنِّسونَ الأَوانِي الْمُقدَّسةَ، وخُدَّامَ الشَيطانِ يَستعمِلُونَ القُربانَ الْمُقدَّسَ في طُقُوسٍ مُرعِبَةٍ للعبادةِ
الجهَنَّميَّةِ. إلى جانبِ هذهِ الإهاناتِ القبيحةِ والعنيفةِ …، رأيتُ كثيرًا من الأشخاصِ الَّذينَ أُغوُوا بالأمثالِ السَيِّئةِ أو بالتَعاليمِ الخدَّاعَةِ يَسيرُونَ الإيمانَ بالحضورِ الحقيقيِّ ليسوعَ في القُربانِ المُقدَّسِ ولم يَعودوا يُقدّمونَ العبادةَ بسُجُودٍ للمُخلّص. ورأيتُ بينَ هذهِ العصاباتِ عددًا كبيرًا من مُعلِّمِي الكنيسةِ (اللاهوتيِّينَ) ٱنجرفوا إلى الهرَْطَقَةِ بسببِ خطاياهم؛ تَنازَعُوا في البدءِ فيما
بَينَهُم، ثمّ تَوحَّدُوا بشكلٍ شَرِسٍ للاعتداءِ على يسوعَ في سِرِّ القُربانِ المقدَّسِ في كنيستِه. رأيتُ جيشًا ضخمًا من هؤلاءِ الكافرين، رؤساءَ بِدَعٍ، يُهينُونَ سِرَّ الكهنوتِ الكاثوليكيِّ، يُقاتِلُونَ ضِدَّ الحضورِ الحقيقيِّ ليسوعَ في سرّ القُربانِ المقدَّس، يُنكِرُونَ أنّه قدَّم هذا السِرَّ لكنيستِهِ الَّتي حَفِظتْهُ بأمانةٍ، يَنْزِعُونَ من قلبِهِ، بإغواءاتهم، عددًا كبيرًا من النُفوسِ الَّتي أهْرَق دمَهُ من أجلِها.

آه! كانَ مشهدًا مُريعًا ! الَّذينَ ٱنعَزَلُوا وهَلَكُوا شَوَّهُوا الكنيسةَ، جسدَهُ السِرِّيَّ، إذ كانوا يُشكِّلونَ
قِطَعَ لَْحمٍ تَُمزَّق من جَسَدِهِ… رأيتُ أُممًا بكامِلِها تُنتَزَعُ بالطَريقةِ عينِها من قلبِهِ وتُحرَمُ من الشَراكةِ في النِعَمِ الَّتي تَرَكَها لكنيسَتِهِ… أخيرًا رأَيْتُ كُلَّ الَّذينَ ٱنفَصَلُوا عن الكنيسةِ المقدَّسةِ غارقينَ في الكُفْرِ والشَعْوَذَةِ والهرطَقَةِ والفلسفةِ الدُنيَوِيَّةِ الْمُزَيَّفَةِ: توَحَّدُوا بِجيوشٍ كثيرةٍ مُمتلِئينَ شَراسةً مُرعبةً ليَقضُوا على الكنيسة، وكانتِ الحيَّةُ القديمةُ في وَسْطِهِم تُحرِّضُهم على ذلك. وٱحَسْرَتاهُ! ظهَرَ يسوعُ نفسُهُ وكأنَّهُ مُمزَّقٌ لأَلْفِ قطعةٍ. وبينما كان الرَبُّ مُستَسْلِمًا لآلامِهِ، رأَى وشَعَرَ بالشَجَرَةِ الْمُسَمَّمَةِ بسببِ الانقسامِ في كلِّ فُروعِها وثِمارِها الَّتي تزايَدَتِ ٱنقِسَامًا بِدَوْرِها حتَّى نِهايةِ الأزمنةِ !
عندما حُصِدَ القمحُ ووُضِعَ في الأهراءِ ورُمِيَ التِبُْن في النَارِ الأَبَدِيَّةِ » .

وبينما رَأَت كاثرينُ إيمْيريخ يسوعَ يُصلِّي في المغارةِ، ٱنفتَحَتْ أمامَهُ أبوابُ الجحيمِ…
«وعندَما رأى، مع عاطفةٍ عميقةٍ، قِدِّيسِي العهدِ القديِم، أَحْضَرَ الملائكةُ السَمَاويُّونَ أَمامَهُ كُلَّ أَجْوَاقِ القدِّيسينَ الْمُستَقبَلِيِّينَ الَّذينَ سيُحارِبُونَ معه ليَستحِقُّوا الاشتراكَ في آلامِهِ، فيَتَّحِدوا بهِ معَ الآبِ السَماويِّ. كانت هذِهِ رؤيا يَعجَزُ وصفُها لِمَا فيها من جَلالٍ وتَعزِيَةٍ… لقد شاهدَ الخلاصَ والتَطهيرَ يخرُجانِ بفَيْضٍ لا يَنضُبُ من نبعِ الفداءِ الَّذي فَتَحَهُ بَِموْتِهِ. الرُسُلُ والتَلاميذُ،
العَذَارى والنِساءُ القدِّيساتُ، وكلُّ الشُهَدَاءِ والمعترفينَ والنُسَّاك، البابَوَاتُ والأَساقِفَةُ، وأجواقٌ كثيرةٌ من الرُهبانِ والرَاهباتِ، في كلمةٍ واحدةٍ، جَيْشُ الْمُبارَكينَ الكاملُ ظَهَرَ أَمامَهُ. جَميعُهم يَمِثلّونَ على رُؤوسِهم أكاليلَ الانتصارِ، وكانت أزهارُ أَكاليلِهِم تَختَلفُ في الشَكْلِ واللونِ والرَائحةِ والفَضيلةِ، وذلك تِبْعًا للعذاباتِ الْمُختَلِفةِ والْمَعارِكِ والانتصاراتِ الَّتي أربحتْهُم المجدَ الأبديَّ. فكُلُّ حياتِِهم وأعمالهم واستحقاقاتِهم وقدرتهم، كذلك كلُّ مَجدِ ٱنتصاراتِهم، ٱكتُسِبَت فقط بنعمةِ ٱتِّحادِها باستحقاقاتِ يسوعَ المسيحِ .

قالَ الرَبُّ يسوعُ المسيحُ للطوباويَّةِ كاثرين، قَبلَ أن تَرى مشهَدَ قيامتِهِ من الموتِ، وبعدَ رؤيتِها الأرواحَ الْهاَلِكةَ مُكبَّلةً بالسَلاسِلِ، إنَّ لوسيفيروسَ سيُطلَقُ قَبلَ سنةِ 2000 لِميلادِ لمسيحِ بَِخمْسِينَ أو بِسِتِّينَ سنةً، في حينِ أنَّ كثيرًا مِنَ الأرواحِ الشِرِّيرةِ ستُطلَقُ قَبْلَهُ بسِنينٍ كثيرةٍ لتجرِبَةِ بَنِي البَشَرِ !

بعد أن شاهدت المزيد من الرؤى خَتمت الطّوباوية كاثرين إيميرخ عن انتصار الكنيسة(انتصار قلب مريم الطاهر) قائلةً:
“رأيتُ أنَّ الكنيسةَ ترتَفِعُ فجأةً وظَهَرَتْ بِبَهَاءٍ رائعٍ لم تَعرِفْهُ سابقًا”

 


كتاب “انتصار قلب مريم الطاهر؛ نهابة الأزمنة_جلجلة الكنيسة”، للأب الخوري غسان رعيدي
† ♥

تابعونا على الفيسبوك: 
قلب مريم المتألم الطاهر

 

You may also like...

2 Responses

  1. لويس زعاترة says:

    بِسْم الاب وااابن والروح القدس اله واحد امين لَهُ المجد والاكرام الى أبد الدهر امين
    ان ما كُتب في هده الرؤيا الصادقة من روح الله القدوس هي جميعها مدونة بالكتاب المقدس برموز مُشفرة
    اكتر هدا من اجل ان تكون كلمة الله صلدقة في كتابه المقدس .
    هل تعلمون لمادا الرب يسوع يُعطى رسائيل مُشفرة برموز الى القديسين و العدراء ؟
    وهنا سر ما ذكر في الرسالة الثانية إلى مؤمني كورنثوس 12:[3] وَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّ هَذَا الإِنْسَانَ، أَبِجَسَدِهِ أَمْ بِغَيْرِ جَسَدِهِ؟ لَا أَعْلَمُ؛ اللهُ يَعْلَمُ؛ [4] قَدْ خُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، حَيْثُ سَمِعَ أُمُوراً مُدْهِشَةً تَفُوقُ الْوَصْفَ وَلاَ يَحِقُّ لإِنْسَانٍ أَنْ يَنْطِقَ بِهَا.
    اي من خطف لَهُ وحده الحق بان ينطق فى جوهر كلمة الله الروحيه
    لان كتاب الله كلهُ من وحى الله 2تيمو: 3:.16
    نحن في هدا الزمن اي اسابيع قليله ببدء العد التنازلى للدينونه
    وكل تفسير الرؤئة للقديسين و تفسير اسرار الكتاب المقدس هى فقط مع الدي خُطف قبل 14 عام
    وهو احد الشاهدان من رويا يوحنا ١١ ، و الدي به روح اخنوخ
    من لَهُ اُدنان للسمع فليسمع
    اطلبوا من العالم الاعتراف أولاً و الصلاة و الصوم من اجل انقاد نفوس العالم و بالاخص المختومون بزيت المارون الله رحوم و غفور لمن يطلب المغفرة و الرحمة
    منًالشاهد الأمين لويس الناصري

  2. جورج المر says:

    هل من اللمكن اضافة خانة share لنتمكن من مشاركة جميع صفحاتكم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Powered by Calculate Your BMI