الكاردينال ريموند بورك: “السينودس الحاليّ ثورةٌ ستسبّب ضررًا جسيمًا للكنيسة وانقاسمًا!!”

During an interview, U.S. Cardinal Raymond L. Burke discussed the fifth anniversary of "Summorum Pontificum," which relaxed restrictions on the celebration of the traditional Latin Mass. Cardinal Burke is pictured in the chapel of his residence at the Vatican June 6. (CNS photo/Paul Haring) (July 6, 2012) See VATICAN LETTER July 6, 2012.

الكاردينال البطل والأمين “ريموند بورك” الأميركيّ (المعروف بقائد التقليديّين في الكنيسة) يُعلِن:
“سينودس الكنيسة الكاثوليكيّة الحاليّ هو بمثابة ثورةٍ ستسبّب ضررًا جسيمًا للكنيسة والنفوس لا وبل انقسامًا!! “

في خضمّ التغييرات الخطيرة التي يطرحها سينودس السينودسيّة   Synod on Synodality (ينتهي عام 2024) بقيادة البابا فرنسيس والكرادلة اللّيبراليّين (المتعصرنين) الذي يطرح مواضيع ضدّ تعاليم الكنيسة: “شمّاسيّة المرأة، وقبول الشاذين جنسيًا وهم في حال الخطيئة من دون توبة أو تغيير، بعد جمع “آراء” الكاثوليك (مؤمنين أم غير مُؤمنين) بعمليّة تصويت دامت مدّة ثلاث سنوات (أمرٌ ضدّ أنظمة الكنيسة، لم يحدث قطّ قبلًا)
تحت حجّة “مشاركة شعب الله بأسره والجميع في شعب الله، كل بحسب حالته ووظيفته، في حياة الكنيسة ورسالتها”، إنّما بنيّة التقليص من دور السّلطة التعليميّة (المُحافِظة على سلامة التعليم) وقداسة سرّ الكهنوت وسموّه وفرادته لمن اختارهم الرّب من الرجال فقط! …

صدَر كتاب جديد ل”خوليو لوريدو Julio Loredo de Izcue وخوسيه أنطونيو أوريتا  José Antonio Ureta” عضوان بارزان في معهد “بلينيو كوريا دي أوليفيرا” Plinio Correa de Oliveira البرازيلي، وهي جمعيّة كاثوليكيّة تسعى إلى الدفاع عن ركائز الحضارة المسيحية المهدَّدَة بالقضاء عليها في الغرب.
الكتاب بعنوان: “العمليّة السينودسيّة، صندوق الشعوذة” ، “The Synodal Process ,Pandora’s Box” (أنقر على العنوان لقراءة الكتاب مجّانًا بالإنكليزية) على شكل تعليمٍ كاثوليكيّ يحوي 100 سؤالٍ وجواب، يهدف إلى كشف المخاطر النّاتجة عن السينودس الحاليّ – والخطر الوشيك في بناء كنيسة جديدة مختلفة عن الكنيسة الكاثوليكية كما هي موجودة دائمًا؛ سينودس يهدف إلى تبنّي البدع القديمة التي أدانتها السلطة التعليمية مِرارًا وتكرارًا”.


كتب الكاردينال بورك المُحافِظ مقدّمة جريئة للكتاب، وهذه هي:

“أقدِّمُ تهانيّ القلبيّة على نشر كتاب “العملية السينودسيّة، صندوق الشعوذة” الذي يتناول بشكلٍ واضحٍ وشامل الوضع الأكثر خطورة في الكنيسة اليوم؛ وضعٌ يَهُمُّ حقًا جميع الكاثوليك المفكّرين وذوي الإرادة الصالحة الذين يعاينون الضرر الواضح والجسيم الذي يلحق بـ”جسد المسيح السريّ” (الكنيسة)

لقد قيل لنا بأنّ الكنيسة التي نعترف بها -بشركةٍ مع أسلافنا في الإيمان من أيّام الرّسل، بأنّها واحدة مقدّسة كاثوليكيّة رسوليّة- يتمّ الآن التعريف عنها في السّينودس الحاليّ بشعارٍ لا وجود له في تاريخ تعليم الكنيسة، وليس له أيّ تفسيرٍ منطقيّ. (الشعار هو: “شركة، مشاركة (مع العلمانيّين)، رسالة”)   

 السينودسيّة وَصِفَتُها “سينودس” أصبحا شعاريَن يحملان في طيّاتهما ثورةً تعملُ حاليًّا لتغيير المفاهيم الذاتيّة للكنيسة تغييرًا جذريًّا، بالتوافق مع إيديولوجيّة مُعاصرة تَنكُرُ الكثير ممّا علمّته ومارسَتْهُ الكنيسة بشكلٍ دائمٍ. الأمر ليس مسألةً نظريّةً فقط، لأنّ هذه الإيديولوجيّة قد وُضِعَتْ منذ بضع سنوات تحت حَيّذ التنفيذ في كنيسة ألمانيا، ناشرةً الفوضى والأخطاء، ومن ثمارها التقسيم -بل والانقسام- الأمر الذي سبّب ضررًا جسيمًا للعديد من النفوس!! ومع السينودس الحاليّ، يحقّ لنا فعلًا التخوّف من حدوث الفوضى نفسها والانقسام على صعيد الكنيسة الجامعة! وفي الواقع، لقد بدأ ذلك يحصل على الصّعيد المحلّيّ (روما) أثناء التحضير للسّينودس!

إقرأ: كنيسة ألمانيا تبارك المثليّين والإجهاض 

وحدها حقيقة المسيح، كما سُلِّمَت إلينا من خلال عقيدة الكنيسة وقواعدها اللَّذَيْن لا يتغيّران ولا يتبدّلان، يمكنها أن تعالج الوضع بشكلٍ فعّال، من خلال الكشف عن عَمل الإيديولوجيّة هذه، وتصحيح الفوضى والأخطاء والانقسام المُميتة التي تنتشر، ويتمّ ذلك بأن تُلهِمَ هذه الحقيقة أعضاءَ الكنيسة للقيام بالإصلاح الحقيقيّ، الذي هو الارتداد اليوم إلى المسيح الحيّ والحاضر من أجلنا في تعليم الكنيسة وصلاتها وعبادتها وممارستها للفضائل وللأنظمة.

من خلال مجموعة من مئة سؤال، يُسلِّط هذا الكتاب نور المسيح، حقيقة المسيح، على الوضع الحالي الأكثر إثارة للقلق في الكنيسة. هذه الدراسة ستساعد الكاثوليك المُخلِصين بأن يكونوا شركاء المسيح “بالعمل والحقّ” (3 يو 18) -كما هي في الواقع دعوة جميع أعضاء الكنيسة- ويكونوا بالتالي أدوات لتجديد الكنيسة في زمننا؛ أمناء للتّقليد الرسوليّ.
أشكر كلّ من عمِلَ وتَعِبَ جاهِدًا ليَصيغ الأسئلة المُلائمة ويزوّدَنا بالأجوبة الرَّسميّة الموثوقَة.
أرجو أن يُضحي ثمر أتعابهم مُتوفّرًا للكاثوليك حول العالم لبناء الكنيسة، كما يعلّم القديس بولس: “بل لنتكَلَّمَ بالحقِّ في المَحبَّة، لنَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هو الرَّأسُ: المسِيح” (أف 4: 15)

بشفاعة العذراء أمّ ربّنا وتحت ظلّ عنايتها، مريم البتول القدّيسة، التي أعطانا إيّاها أمًّا للكنيسة (يو 19: 26- 27) لنتَجنَّبَ الضرر الخطير التي يهدّد الكنيسة حاليًّا، لكي تحمل رسالتها إلى العالم بأمانةٍ للرّب الذي هو وحده خلاصنا.”
(انتهاء المقدّمة)

إقرأ أيضًا: الكاردينال مولير: تجديف مطلق من كنيسة ألمانيا، واضطهاد للكاثوليك الأمناء حول العالم


الكاردينال بورك هو أحد المعارضين علنيًا لرؤية البابا فرنسيس الجديدة للكنيسة المناقضة لحقيقة المسيح وتعليم كنيسته الثابتة.
عام 2016 عندما أصدر البابا رسالته العامة، “Amoris Laetitia”، والتي فتحَتْ الباب أمام الكاثوليك المطلّقين والمتزوجّين مرّة أخرى لتناول سر القربان الأقدس في حال الخطيئة المميتة، وجّه بورك مع ثلاثة كرادلة آخرين (هم “مولير” رئيس مجمع العقيدة والإيمان السابق، كارلو كَفَرّا، وجواكيم ميسنر) رسالةً للبابا (19 أيلول 2016) خاصّةً أوّلًا -ومن ثمّ علنيّةً- باسم dubia، أو الشّكوك طالبين منه التأكيد على تعليم الكنيسة وإزالة الشكوك حول مواضيع عديدة يطرحها، ولكنّه ردّ عليهم بالتّجاهل والازدراء.  

هذا وكان بورك منتقدًا بدون خجلٍ للجهود المبذولة من البابا فرنسيس والكرادلة غير الأمناء لتعزيز التّرحيب بالمؤمنين من مجتمع LGBTQ من دون توبة! وقد أقاله البابا من منصبه كرئيس المحكمة العليا في الفاتيكان عام 2014، بتعيين البابا بنديكتوس السادس عشر، كما فعل مع جميع الكرادلة المُحافظين المتمسّكين بتعليم الكنيسة!

(يتبع)

المراجع:

New Book Warns of ‘Revolutionary’ Threat Posed by Synod on Synodality| National Catholic Register (ncregister.com)

Conservative cardinal predicts Synod on Synodality could lead to schism (religionnews.com)

Burke claims Pope’s synod will foster ‘confusion, error and division’ | Crux (cruxnow.com)

Pope Francis-critic Cardinal Burke warns Synod on Synodality could lead to schism | America Magazine

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI