الكاردينال مولير: تجديفٌ مُطلقٌ من كنيسة ألمانيا، واضطهادٌ للكاثوليك الأمناء حول العالم!

الكاردينال مولير: إنّه زمن الضيق والتّرهيب النّفسي للكاثوليك الأمناء” ما يحدثُ في كنيسة ألمانيا هو تجديفٌ مُطلق، لا أحد يستطيع التّصويت ضدّ الحقيقة الموحاة!

في مقابلةٍ حصريّة مع مجلّة National Catholic Register، (5 شباط 2022) الكاردينال مولير، Gerhard Ludwig Müller رئيس مجمع الإيمان والعقيدة السّابق من 2012 إلى 2017 (أعلى منصب بعد البابويّة) انتقد حالة الكنيسة الكاثوليكيّة في ألمانيا وشنّ هجومًا عنيفًا على”العمليّة السّينودُسيةّ” الأخيرة، (من شباط 2020 إلى شباط 2022) التي هي عمليّة “تجديد” إنشقاقيّة في تعاليم الكنيسة!


كما سبق ونشرنا على الرابط التالي:
“كنيسة ألمانيا نحو الجحود الكبير”

1- فترة اضطهاد وترهيب للأُمناء
صرّح مولير: “يواجه الكاثوليك الأمناء اليوم فترةً من الاضطهاد والضّيق و”التّرهيب النّفسي” بطريقة غيرٍ مسبوقة، وتتأتّى من داخل بلادهم. إنّه زمن الضيق والتّرهيب النّفسي، والكاثوليكيّون التّقليديّون يتعرّضون للاضطهاد؛ وهذا الاضطهاد يبلغ حدّ الاستشهاد في بعض البلدان.
في العادة يأتي الاضطهاد من خارج الكنيسة، غير أنّه في الوقت الحالي يتأتّى من الدّاخل، وفي بلادنا التي لها تقاليد مسيحيّةً قديمة. وهذه حالةٌ جديدة.


2- الجحود في كنيسة ألمانيا
جاء تعليق مولير هذا بعد تصويت الأساقفة المشاركون في ذاك المجمع لصالح مجموعةٍ من الأفكار الانشقاقيّة الهرطوقيّة، وهي: “مُباركة اتّحاد المثليّين، تغييرات في التّعليم المسيحيّ بالنّسبة إلى الشذوذ الجنسيّ، السيامة الكهنوتيّة للنساء، اختياريّة البتوليّة لدى الكاهن في الكنيسة اللّاتينية (وهذا غير مسبوق عندهم)؛ والمشاركة العلمانيّة في انتخاب أساقفةٍ جُدد!!!
ولا سيّما بعد بعض التّصريحات المهرطقة من الأساقفة الألمان والأوروبيّين في الأسابيع الأخيرة، من بينهم: الكاردينال راينهارد ماركس Reinhard Marx من ميونيخ الذي قال في 3 شباط  2022 إنّه ينبغي السّماح للكهنة بالزواج “ليس فقط لأسباب جنسيّة”، ولكن كي لا يعيشوا في وحدةٍ دائمةٍ”، والكاردينال جان كلود هوليريتش Jean-Claude Hollerich من لوكسمبورغ  الذي زعم بأنّ التعاليم المقدّسة للكنيسة حول المثلية الجنسيّة هي “خاطئة” وتحتاج إلى مراجعة!!

ففي الشّهر الماضي، أكثر من 120 شخصٍ من مثليّ الجنس من الموظّفين في مؤسّسات كنيسة ألمانيا، طالبوا بمباركة اتّحادهم المثليّ، وتغيير قونين عمل الكنيسة – وقد رَحَّب بهذه المبادرة مجمع الأساقفة الألمان الخائنون.

علّق الكاردينال مولر على الأمر قائلًا: إنّ العديد من أولئك الّذين يُروّجون لمثل هذه الآراء الهرطوقيّة الانشقاقيّة هم “علمانيّون” “يريدون الاحتفاظ بانتمائهم الشّكليّ للكنيسة الكاثوليكيّة ” فقط، للبقاء في مؤسّساتهم والحصول على المال، لكن دون أن يقبَلوا تعاليم كلمة الله.

وإنّ الأساقفةُ يَجعلون الإيمان الكاثوليكي نِسبيًّا. (كلٌّ يؤمن بحسب فكره الخاصّ) في حين أنّهم يحتفظون بألقابهم: “كرادلة وأساقفة وأساتذة لاهوت” – لكنّهم في الواقع لا يؤمنون بما تعلّمه الكنيسة، وهم “ماديّون”، إيمانهم ليس مبنيًّا على أُسس الخلق والوحي، بل على العلوم الزّائفة.”

مُضيفًا: إنّ أجندة “LGBT” التي يدعمها الكثير منهم هي “حمقاء تمامًا، لأنّ أساطيرها الغنوصيّة الجديدة تتعارض تمامًا مع الطّبيعة البشرية، ليس فقط بالمعنى البيولوجيّ، ولكن أيضًا من الناحية الفلسفيّة”.

وحذّر قائلًا: “إنّ مباركة الأزواج من نفس الجنس الّتي روج لها الأساقفة الألمان هي “تجديفٌ مطلقٌ” لأنّها “إنكار لقانون طبيعة البشر: رجل وامرأة، ولا يمكن أن يكون هناك نعمة “. كما شَجب الفكرة التي اقترحها البعض في الكنيسة الألمانية، والتي مفادها أنّ الكاهن يجب أن يقيم علاقات جنسية مع النّساء، لا تكون فكرة الاعتداء الجنسي على الاولاد حجةً فاضحةً.

كما أنّه، تمسّكًا بتعليم الباباوات السابقين، استنكر بشدّة تصويت الأساقفة الألمان لصالح سيامة نساء شمامسة، قائلاً إنّ “الشّمّاسيّة السّريّة هي درجة الأولى من النظام الكهنوتيّ الثلاثيٍّ الغير قابل للتّجزئة، والذي لا يمكن نقله إلى النّساء، وفقًا للتّقليد الرّسولي الدّائم، ولا يستطيع الأساقفة التّصويت ضدّ الحقيقة الموحاة، وتعريفها المعصوم من قبل السُّلطة الكنسيّة “.


3- تحذير من هجماتٍ عنيفةٍ ضدّ الأسرار، لا سيّما القربان المقدس والرّهبنات المقدّسة، قائلًا:

“هناك عددٌ لا يُستهان به (داخل الكنيسة) ينكر صفة الذّبيحة والحضور الحقيقي للمسيح في القربان المقدّس! وأولئك الّذين يضغطون من أجل هذه التغييرات ليس لديهم “فهمٌ فائق الطّبيعة”، وما يدعون إليه هو، في الواقع، “حركة كبرى مناهضة للفاتيكان الثاني” تتعارض مع الدّستور العقائديّ لمجلس الفاتيكان الثاني حول الكنيسة، وبيان المجمع بشأن خدمة وحياة الكهنة، Presbyterorum Ordinis، بشأن كرامة “الدعوة والخدمة الكهنوتية في فهم البتوليّة الكهنوتية”.

وهؤلاء هم نفس الأشخاص الّذين يريدون “تدمير سرّ الكهنوت، أوّلًا بمعارضتهم لبتوليّة الكاهن، ومن ثمّ إنكار التأسيس الفائق الطبيعي لهذا السّرّ. إنّهم يرغبون في جعل سرّ الكهنوت نسبيًّا، (يؤمن به من يشاء) فيصير الكاهن في النهاية مجرّد “عاملٍ اجتماعيٍّ”، فيُفرِغون “هويّة الكاهن” من جوهرها، ليصيّروها ضعيفةً وعُرضةً للإنهيار.

إنّ قادة الكنيسة والكاثوليك العلمانيّين الّذين يروّجون لهذه الآراء المعادية للكاثوليكيّة، لا يؤمنون بالدّينونة الأخيرة! وهم يعتبرون بأنّ على الله أن يبرّر نفسه. وإنّ دينونتهم ستكون أقسى من أيّ دينونةٍ، لأنّهم ارتدّوا عن الإيمان. فالمرتدّ، هو مذنبٌ أكثر من أيّ شخصٍ لم يَسمع بالإيمان الكاثوليكي من قَبل. وإنّ هؤلاء المنشقّين داخل الكنيسة لا ينتقدون انحطاط العالم، ولا يجرؤون على القول بأنّ”الإجهاض هو قتلٌ للأطفال”، لأنّهم سيتعرّضون لهجومٍ عنيفٍ (من العالم). وهُم بدلاً من ذلك، يركّزون على الاعتداء الجنسيّ على الأطفال، لكنّهم يستغلّونه للتّقدّم في أجِنْدَتهم الخاصّة، دون فحص الأسباب، أو الإصرار على سيامة كهنة لا يستطيعون العيش في الامتناع عن ممارسة الجنس. يقولون إنّهم يخجلون من الاعتداء الجنسيّ، لكنّهم لا يقولون ما الضّرر الذي لحق بنفوس أولئك الذين تعرّضوا للاعتداء والمعتدي، والأضرار التي لحقت بجسد المسيح (الكنيسة). إنّهم يستغلّون البشر؛ ليس لديهم احترام للناس. يتلاعبون بالشباب، يذرفون الدموع على ضحايا الإعتداءات؛ أمّا بالنسبة إلى الآخرين، ليس لديهم أيّ مصلحة في ذلك “.

أعتقد أنّ أولئك الّذين يُنادون بتغييرات كتلك في سينودس الألمان، هم “ليسوا بمُصلحين” لكنّهم يضغطون من أجل “تشويه الكنيسة، وعَلْمَنَة بيت الثالوث القدّوس. وإنّ المشكلة الرّئيسية هي الرغبة في صُنع تسويةٍ مع العالم، وعدم الرغبة في التعايش مع المتطلّبات الشّاقة لعيش الإيمان، في مجتمع اليوم شديد العلمَنة.

إنّ هدف العديد من الأساقفة هو أن يحبّهم المجتمع ويحترمهم، كما كان الحال في القرن التاسع عشر، لكنّهم يعلمون أنّهم لا يستطيعون تغيير الإيمان، لذلك يسمّون جهودهم للقيام بهذا “تطوير العقيدة” وما هي بالتّالي إلّا “تدميرٍ وتناقض مع الإيمان الموحى”.


4- الهجومات على الأساقفة الأمناء

عند سؤاله عن الهجومات البلا هوادة على الأساقفة مثل الكاردينال راينر ماريا، وولكي من كولونيا، والأسقف رودولف فودرهولزر من ريجنسبورج، ومؤخّرًا البابا بنديكتوس السادس عشر (بسبب اتّهامات بسوء التعامل مع قضايا إساءة المعاملة منذ أكثر من 40 عامًا، والتي ينفي البابا الفخري ارتكابها لأيّ مخالفة)، شدّد الكاردينال مولير على أنّ جميع هؤلاء الأساقفة “اتّخذوا أكبر قدر من الإجراءات ضدّ هذه الاعتداءات” بينما ارتكب الأساقفة الآخرون والنّواب العامّون وغيرهم من المسؤولين عن التعامل مع قضايا الإساءة “أخطاءً كبيرة، لكنّهم لم يُنتقدوا لأنهم ينتمون إلى هذه المجموعة الأيديولوجيّة العلمانيّة-الذاتية “.

قال الكاردينال مولير إنّه مع أساقفة آخرون هم على “مستوى لاهوتي” آخر لمنتقديهم المعارضين، الذين “ليس لديهم أيّ جدال، بل فقط الهجومات الشّخصية والتشهير”.

وزعم أنّ الكاردينال وويلكي، على سبيل المثال، “لا يمكن بأي حال من الأحوال إلقاء اللوم عليه” لسوء التعامل مع قضايا إساءة المعاملة، “ولكن لا يمكن للافتراءات الغاضبة بين إخوانه الأسقفين الألمان الهروب إلا لأن وسائل الإعلام المعادية للكاثوليكية تقف إلى جانبهم، مع الكاثوليك العلمانيّين في الداخل “.

العديد من هذه الهجومات فجّرتها وسائل الإعلام العلمانية والمناهضة للكاثوليكية التي تعود تحيزاتها، كما أكد الكاردينال مولر، إلى Kulturkampf، الصّراع بين 1872-1878 بين حكومة أوتو فون بسمارك البروسية، والكنيسة الكاثوليكية، بقيادة البابا بيوس التاسع. .

قال: “إنّهم يتّخذون مواقف ضدّ القانون الطّبيعي، وما لا يقبلونه في النهاية هو وجهة نظر فائقة للطبيعة: أنّ أعلى سلطة هي الله، الواحد المحبّ، وليس نحن”. علاوةً على ذلك، قال إنّ شخصًا مثل الكاردينال ماركس غالبًا ما يفضله الصحافة لأنه “أفضل مروّجٍ للأهداف التي يريدونها – تحييد الكنيسة” ومنعها من إعطاء “إجابات لأسئلة وجوديّة عميقة”.


وكلّ هذا يحدث منذ سنتين، أي شباط 2020، ولم يحرم البابا فرنسيس أيّ من الأساقفة الألمان!
فالمناولة باليد هكذا ابتدأت قبل أن تنتشر من جديد حول العالم في بداية السّتينات… ابتدأت بسبب المجامع الأسقفيّة المحليّة في الدول الأوروبيّة، والآن أضحت منتشرة في كلّ العالم!

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI