القدّيسة فيرونيكا تلقي رأسها على صدر العذراء + صلاة من تأليفها

القدّيسة فيرونيكا تلقي رأسها على صدر العذراء، وتصف هذا الإختبار السماويّ

ترجمة لكتاباتها الى العربّية –يُنشر للمرة الأولى- 
خاص صفحة قلب مريم المتألم الطاهر

 

قالت لها العذراء: “أنتِ ابنتي المفضّلة، أنتِ قلب قلبي”


مذكّرات 25 أيار 1715 :

هذه اللّيلة (…) كان هنالك نعمٌ عديدةُ، ولكن إحداها كانت غير اعتياديّة، أكتبها طاعةً.
وهي بأنّ مريم الكلية القداسة جعلتني ألقي رأسي على صدرها (…) بدا لي بأنني نائمةٌ نومًا هنيئًا.
يا له من نومٍ ثمينٍ، اشتركتُ من خلاله بشيءٍ من معرفة الله وذاتي، فكنتُ أدركُ وألجُ أكثر عظمة الله دومًا؛ حبّ الله ! هذا الحب اللّامتناهي كان يبدو لي بأنّه يخطفُ قلبي الى قلب مريم الكلية القداسة. ذاك النّبع والبحر الذي يحتوي لهيب حبّ حقيقيٍّ. بدا لي بأنّ نفسي تسبحُ في الحبّ الإلهيّ، من خلال قلب مريم الكلية القداسة، الذي كان يجذب إليه هذا القلب المجروح (قلبي)؛ قلبًا الى قلب.

(…)
وبما أنّ قلب مريم الكليّة القداسة متّحدٌ بقلب الله، كانت تُدخِل الى نفسي، بعض الأمور السّامية والرفيعة لدرجةٍ أنّني لا أستطيع إخبارها. سأقول فقط أنّ النّعم العديدة التي تلقّيتها خلال زمن حياتي مُجتمعةً بأكملها، هي لا شيء مقابل ما تلقّيته خلال ذلك الزمن الوجيز، الذي استلقيتُ خلاله على صدر مريم الكلّية القداسة…
وكان هنالك شيءٌ ما عميقٌ لدرجة كبيرة، هو أنّ الله قد استولى وقيّد ووحّد معه نفسي، التي باتت تشعر في داخلها بالله وحده، مالكًا، آمرًا، مُسيطرًا، مُطلقًا. فهي لم تعُد سوى لله نفسه ! (…)

وكانت مريم من خلال تلك الإتّصالات تُفهمني بأنّها تبثّ فيّ شيئًا ممّا كانت تختبره وتشارك به عندما كانت تحمل “الكلمة الإلهيّة” (يسوع) في أحشائها. آه ! يا لمحبّة مريم الكبيرة. كانت تضمّني الى قلبها، وتمنحني آلاف الملاطفات، كانت تشدّني معها اليها، وبلمحة بصر، (تشدّني) بكلّيتي إلى الله.
فتحوّلت حينئذٍ نفسها الكلّية القداسة بكليّتها الى الله متألّهةً، وكلّها محبّة له. هذا ما كانت تجعلني أفهمه، كانت تمنحني حينئذٍ معرفة حميميّة حول الحبّ عينه، والحب عينه كان يتّحدُ فيّ (…)

Santa Veronica con la Madonna

صلاة لقلب مريم من كتابة القديسة فيرونيكا:
*************************************
باسم الثالوث الاقدس، أنا الأخت فيرونيكا، ابنة العذراء مريم المتألمة، والمكرَّسة لها، أخطّ هذا التوسّل، من قِبل كل هذه الاخوات أيضًا؛ كما أشمل في نيّتي العديد جدًّا من الخلائق الأخرى.
مجتمعين كلّنا في المحبّة، نأتي عند قدميك يا مريم الكليّة القداسة، ونرجوكِ بصوتِ واحد، ملتمسين منكِ، نِعَمًا عديدة أنتِ عالمة بها؛ ولكي ننالها، نضع أمام ناظريك إبنك العزيز مصلوبًا لخلاصنا، والصليب، والأشواك والمسامير، والمجالد، والعذابات، والأوجاع، وكلّ ما تحمله خلال آلامه المقدّسة.
فلتكن بمثابة أصوات ضارعة لنا لننال النِّعَم بحسب نوايا كل أمرئ، ونضع ذواتنا بثبات في ظلّ إرادة الله القدّوسة.
أيّتها العذراء الكليّة القداسة، أمثلي أنتِ أمام إبنك: أظهري ذاتك أمًّا.
قلبُكِ محترق بسبعة سيوف، فلتكن آلامكِ هذه صوتًا صارخًا يطلب لنا النِّعَم…
أنتِ كأمّ الرحمة والرأفة، نأمل أن تنالي لنا كلّ شيء….
تستطيعين كلّ شيء إن كنتِ تريدين، لأنّ فيكِ ومنكِ تخرج النِّعَم، ويبدو لنا أنّنا نرى في قلبكِ آلامكِ تقول كلّها، كما في ختم؛ نبع النِّعَم.
إذًا فقلبك هو نـبـع كــل الـنِّــعَــم، ونحن كلّنا خجولون وساجِدون أمامه. ليتكلّم هو عنّا، ولـِينل لنا تلك النِّعَــم.


تابعونا على الفيسبوك:

قلب مريم المتألم الطاهر

final

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI