“جراح وآلام الكنيسة” (الطوباوية كاثرين إيميريخ)

ملاحظة: هذه الصورة هي لَقطة حقيقيّة بعدسة الكاميرا لكاتدرائيّة القديس بطرس في الفاتيكان-روما،
ليلة إعلان تنحّي البابا بنبدكتوس السادس عشر، وقد نشرتها كل وسائل الإعلام والإتّصال وضجّ العالم بها !

كتبت الطوباوية “كاترين إيميريخ” ما يلي :

رأيْتُ جِسْمًا بَشَرِيًّا عملاقًا مُشوَّهًا بشكلٍ مُخيفٍ ويَرتفعُ إلى السَماء. يفتَقِدُ إلى أصابِعِ يديهِ ورِجليْهِ الْمَقطُوعَةِ؛ رأسُهُ مُغطًّى بِجروحٍ مُرعِبَةٍ؛ بعضُها جديدٌ ويَنْزفُ، وبعضُها الآخَرُ مُغطّى بلحمٍ مَيْتٍ أو مُخروطٌ بزَوائِدَ فطريَّةٍ. جانبٌ
من جَسَدِهِ مُهتَرئٌ وأَسودُ وتأكلهُ الغَرغرينا. عَلِمتُ ما هو الرُعبُ في هذا المشهَدِ، وشعَرْتُ فعليًّا بكلِّ أَوجاعِهِ في جَسَدي، ثُّم قالَ لِي دَليلي السَماويُّ: هذا هو جَسَدُ
الكنيسة، جَسَدُ جَميعِ البشرِ وجَسَدُكِ أنتِ.

وبينما كان يُرينِي الجراحَ كُلَّها، واحدًا فَواحِدًا، أَرانِي بإصبَعِهِ جُزءًا من العالَم؛ فرأيتُ بنِظرةٍ واحدة، وُصولاً إلى الأقطارِ البعيدةِ جدًّا، عَدَدًا لا مُتناهِيًا من البشرِ والشُعوبِ الَّذينَ ٱنفَصَلوا عن الكنيسة، كُلٌّ على طريقتهِ، فشَعَرْتُ بآلامِ هذا الانفصالِ وكأنَّما قُطِعُوا من جَسَدِي. عندَها، قالَ لي دَليلي السَماويُّ: إكتَسِبي فهْمَ آلامكِ وقَدِّميها لله معَ آلامِ يسوعَ لأجلِ الَّذين ٱنفصَلُوا. أَلا يجبُ على العضْوِ الصَحيحِ أن يتألّم من أجلِ شفاءِ العُضْوِ المريضِ وإعادتِهِ إلى مكانِهِ الصَحيحِ في الجسد ؟

عندما تكونُ الأعضاءُ الأكثَرُ قرُبًا هي الَّتي تنفصل (عن يسوع)، فالَّذي يُفصَل ما هو إلاَّ تلكَ الأعضاءُ الَّتي تَنسلِخُ من الصَدرِ حولَ القلب. إعتَقَدْتُ في البدءِ، لِبَساطَتِي، أنَّهم إخوةٌ وأَخَواتٌ لَيسُوا مُتَّحدِينَ معنا في الإيمانِ، لكنَّ دَليلي السَماوي تابعَ قائلاً: مَن هُم إخوَتِي؟ إنَّهم الَّذينَ يَحفظونَ وصايا أبي. الأقرَبُ إلى القلبِ ليسُوا أُولئِكَ الَّذينَ يَنتسِبُونَ إلينا بِصِلَةِ قَرابةِ الدَمِ، ولكنْ هم أُولئِكَ الَّذينَ يَشتركونَ معنا في دَمِ المسيح، أولادُ الكنيسةِ الَّذينَ يَسقُطُون (الخطأة).
ثم كشفَ لي عن أنَّ الجانِبَ الأسوَدَ والْمُهترئَ من الجسدِ سيُشفَى قريبًا، واللَحْمَ الْمُتَعَفِّنَ حولَ الجراحِ يُمثِّلُ الْهراطِقَةَ الَّذينَ يَزدادونَ ٱنقسامًا كلَّمَا تعاظَمُوا: اللّحمُ الْمَيْتُ هو صورةٌ عنِ البشرِ الَّذينَ ماتُوا روحيًّا وفَقَدُوا كلَّ إحساسٍ، والأعضاءُ العَظْمِيَّةُ تُمثّل البشرَ الْهراطقةَ المُتَعنِّتينَ المُتحَجّرينَ. ورأيتُ عندها وشعَرْتُ بكلِّ جرحٍ وفهمْتُ مَعْنَاهُ. الجسدُ العملاقُ الَّذي يَصِلُ الأرضَ بالسَماء، كان جَسَدَ عَرُوسِ يسوعَ المسيحِ “الكنيسة”.
كانت رؤيةُ هذا الْمَشْهَدِ مُؤلِمَةً جدًّا. بَكَيْتُ بِمرارةٍ، ولكنْ، رَغْمَ الآلامِ الْمُمَزِّقَةِ والتَعاطُفِ الْمُوجِعِ، وَلَّدَ فِيَّ هذا الْمَشْهَدُ قوَّةً فتابَعْتُ عَمَلِي بكُلِّ قِوَايَ …

 

المصدر: كتاب “انتصار قلب مريم الطاهر، نهاية الأزمنة_جلجلة الكنيسة”،

للأب الخوري غسان رعيدي 

العذراء مريم تكشف بالتفصيل عن آلام الكنيسة (زمن تنقيتها قبل الإنتصار)

† ♥

تابعونا على الفيسبوك: 
قلب مريم المتألم الطاهر

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Powered by Calculate Your BMI