النبيّان إيليّا وأخنوخ آتيان ليحاربا المسيح الدجال وأعوانه الأشرار

النبيّان إيليّا وأخنوخ آتيان ليحاربا المسيح الدجال وأعوانه الأشرار، سيُقتلان ويقومان من الموت!


يُخبر سفر الرؤيا (11: 3- 13):
وَسَأُعْطِي لِشَاهِدَيَّ، فَيَتَنَبَّآنِ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا، لاَبِسَيْنِ مُسُوحًا. هذَانِ هُمَا الزَّيْتُونَتَانِ وَالْمَنَارَتَانِ الْقَائِمَتَانِ أَمَامَ رَبِّ الأَرْضِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا وَتَأْكُلُ أَعْدَاءَهُمَا. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، فَهكَذَا لاَ بُدَّ أَنَّهُ يُقْتَلُ. هذَانِ لَهُمَا السُّلْطَانُ أَنْ يُغْلِقَا السَّمَاءَ حَتَّى لاَ تُمْطِرَ مَطَرًا فِي أَيَّامِ نُبُوَّتِهِمَا، وَلَهُمَا سُلْطَانٌ عَلَى الْمِيَاهِ أَنْ يُحَوِّلاَهَا إِلَى دَمٍ، وَأَنْ يَضْرِبَا الأَرْضَ بِكُلِّ ضَرْبَةٍ كُلَّمَا أَرَادَا.
 وَمَتَى تَمَّمَا شَهَادَتَهُمَا، فَالْوَحْشُ الصَّاعِدُ مِنَ الْهَاوِيَةِ سَيَصْنَعُ مَعَهُمَا حَرْبًا وَيَغْلِبُهُمَا وَيَقْتُلُهُمَا.
وَتَكُونُ جُثَّتَاهُمَا عَلَى شَارِعِ الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تُدْعَى رُوحِيًّا سَدُومَ وَمِصْرَ، حَيْثُ صُلِبَ رَبُّنَا أَيْضًا. وَيَنْظُرُ أُنَاسٌ مِنَ الشُّعُوبِ وَالْقَبَائِلِ وَالأَلْسِنَةِ وَالأُمَمِ جُثَّتَيْهِمَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَنِصْفًا، وَلاَ يَدَعُونَ جُثَّتَيْهِمَا تُوضَعَانِ فِي قُبُورٍ. وَيَشْمَتُ بِهِمَا السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ وَيَتَهَلَّلُونَ، وَيُرْسِلُونَ هَدَايَا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لأَنَّ هذَيْنِ النَّبِيَّيْنِ كَانَا قَدْ عَذَّبَا السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ.
 ثُمَّ بَعْدَ الثَّلاَثَةِ الأَيَّامِ وَالنِّصْفِ، دَخَلَ فِيهِمَا رُوحُ حَيَاةٍ مِنَ اللهِ، فَوَقَفَا عَلَى أَرْجُلِهِمَا. وَوَقَعَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى الَّذِينَ كَانُوا يَنْظُرُونَهُمَا. وَسَمِعُوا صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا لَهُمَا: «اصْعَدَا إِلَى ههُنَا». فَصَعِدَا إِلَى السَّمَاءِ فِي السَّحَابَةِ، وَنَظَرَهُمَا أَعْدَاؤُهُمَا. وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ حَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ، فَسَقَطَ عُشْرُ الْمَدِينَةِ، وَقُتِلَ بِالزَّلْزَلَةِ أَسْمَاءٌ مِنَ النَّاسِ: سَبْعَةُ آلاَفٍ. وَصَارَ الْبَاقُونَ فِي رَعْبَةٍ، وَأَعْطَوْا مَجْدًا لإِلهِ السَّمَاءِ.”



1- إيليّا وأخنوخ آتيان (بحسب تعليم الآباء والقديسين)

في الوقت الذي فيه يُظلم العالم بسبب مجيء ضد المسيح وانتشار أضاليله، يرسل الله شاهديه “إيليا وأخنوخ” اللابسين مُسوحًا، الزاهدين في أمور هذا الزمان، ليُقاوما ذاك الذي يُنَصِّب نفسه ملكًا وهو مترفّهٌ مع أتباعه. وقد نادى الآباء الأولون بأن الشاهدين هما إيليا وأخنوخ وفي مقدمتهم القدّيسِين يوستينوس الشهيد وهيبوليتس وأغناطيوس الانطاكي وأغسطينوس ومار أفرام السرياني ومار يوحنا الدمشقي، والعلامة ترتليان.

أمّا القديس توما الأكويني، معلّم الكنيسة، فيؤكّد أنّهما محفوظان في مكانٍ في السماء (يُدعى الفردوس الأرضيّة، إذ لم يدخُلا الحياة الأبديّة بعد لأنّهما لم يموتا) وبأنّهما سيعودان في نهاية الأزمنة لمحاربة المسيح الدجّال. (أنظُر الخلاصة اللاهوتية 3، سؤال 49، جواب 5)
هذا الأمر نفسه شاهدته الطوباوية كاثرين إيميريخ، في رؤى مستقبليّة عن نهاية الأزمنة وانتصار قلب مريم الطاهر.

لقد أنبأ النبيّ ملاخي عن مجيء إيليّا:“«هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ».” (ملا 4: 5-6).
لا شكّ أنّ مع مجيء يوحنّا المعمدان، سابق المسيح، تحقّقت هذه الآية كما أنبأ الملاك جبرائيل لوالده الكاهن زكريّا: “وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا». (لو 1: 16- 17)
ولكن هذا لا ينفي نبوءة سفر الرؤيا التي تتكلّم عن شخصَين لا واحد فقط! ولا سيّما أنّ نبوءة ملاخي المذكورة تتكلّم على “يوم الرّب العظيم والمخيف… وعن ضرب الأرض باللعن والغضب المقدّس” وهذا ما لم يحدث مع تجسّد الرّب يسوع وفدائه!


2- يوحنّا المعمدان لم يكن إيليّا 

قال الرّب يسوع: “مِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.
 لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.” (متى 11: 12- 14)

إنّ يوحنّا المعمدان لم يكن هو النبيّ إيليّا، لأنّه لو كان كذلك، لكان الأمر فعل تقمّصٍ! والتقمّص هو خرافة وضدّ تعاليم الكتاب المقدّس والكنيسة. بل إنّ يوحنّا المعمدان قد جاء بروح إيليّا، أي بمواهبه وقوّته ومهمّته.
“سار أمام يسوع، بروح إيليّا وقوّته، شاهدًا للمسيح بمعموديّة التوبة وباستشهاده” (تعليم الكنيسة #235)

فالمسيح يؤكّد: “فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ إِيلِيَّا سيَأْتِي أَوَّلًا وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ. حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ.” (متى 17: 11- 13)
نرى جيّدًا أنّ المسيح يتحدّث عن مجيئَين لإيليّا: الأوّل بصيغة الماضي (قد جاء) بيوحنّا المعمدان “بروح إيليّا وقوّته” (لو 1: 16) والثاني بصيغة المستقبل (سيأتي) أي كما أنبأ سفر الرؤيا 11.


3- إيليّا وأخونخ هما الوحيدان اللّذان لم يموتا

 الله لا يترك نفسه بلا شاهد (أع 17:14) لذلك فالله لن يترك الوحش دون مقاومة، بل سيرسل له في عقر داره شاهدين، فبحسب الشريعة أن الشهادة تكون بفم اثنين والشاهدين هما غالبًا إيليا وأخنوخ. فإيليا وأخنوخ لم يموتا بعد بل اختطفا حَيَّيْنِ إلى السماء. ونحن نعلم من نبوة ملاخي أن إيليا سيأتي قبل أن يأتي المسيح (ملا5:4).

يقول العلامة ترتليانوس: “لقد انتقل أخنوخ (تك 5: 24، عب 11: 5) وأيضًا إيليّا (2 مل 2: 11) دون أن يذوقا الموت. لقد أُرجئ موتهما إذ هما محفوظان ليحتملا الموت حتى أنّه بدمهما يسحقا ضدّ المسيح” (رؤ 11: 13).


4- العذراء مريم تُبنئ عنهما 

“ولكن هوذا “أخنوخ وإيليا”  سيأتيان مُمتلِئان بروح الله وسيُبشّران بقوّة الله، فيؤمن بالله ذوو النيّة الصالحة، وتتعزّى نفوسٌ كثيرة. سيُنجزونَ تقدّماً كبيراً بنعمةِ الروح القدس ويقضون على أكاذيب المسيح الدجّال الشيطانيّة. سيُقتل كلّ من “أخنوخ و إيليا”! عندها، وبفعل عدالته ورحمته العظمى للأبرار، سيأمر السيّد يسوع المسيح ملائكته بأن يُنزلوا الموت بجميع أعدائه (لو 19، 27 / رؤ 19، 17 – 20)، وروما الوثنيّة تزول.”
(ظهور لاساليت 1846 المثبّت كنسيًا)

 

 

 

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI