المكرّمة ماريا داغريدا تصف هلاك يهوذا وعذاباته في جهنّم، وهذا هو مصير المسيحيّين الهالكين إلى الأبد!

من كشوفات الثّالوث الأقدس والعذراء مريم الكليّة القداسة إلى المكرّمة الإسبانيّة ماريا داغريدا.
(ترجمة من الإنكليزيّة للأعمال الكاملة لكتاب “مدينة الله السِّرّيّة”، الكتاب الثالث:

The Transfixion، الفصل 14)
-بإذن وبركة الكنيسة الكاثوليكيّة-


  • ملخّصٌ يشرح أنّ يهوذا لم يَتُب توبةً صادقةً قبل انتحاره:
    بعد تسليم يسوع واعتقاله، خاف لوسيفورس (إبليس) وبات في ضياعٍ وتشويشٍ كبيرٍ من أن يكون يسوع هو حقًّا المسيح الذي سيخلّص العالم من الخطيئة، والذي سيقضي عليه على مملكته الجهنميّة… وبعد أن سكن يهوذا الاسخريوطيّ وسيطر عليه كُليًّا بعد تناوله جسد الرّب، (يو 23: 7) دفعه إلى إعادة الثلاثين من الفضّة إلى رؤساء الكهنة والكتبة، كما يذكر الإنجيل:
    “حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ، قَائِلًا: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَشنقَ نَفْسَهُ.” (متى 27: 3- 5)

“هكذا أصبح قاتلُ المسيح قاتلَ نفسِه أيضًا، وكان ذلك يوم الجمعة السّاعة 12 ظُهرًا (…) وللحال خَطفَت الشّياطينُ روحَ يهوذا، وأنزلتها إلى جهنّم، “وانْسَكَبَتْ أحشاؤُهُ كُلُّهَا من الشّجرة”. (أع 1: 18)
جميع الذين رأَوا هذا العقاب الهائل لخيانة للتّلميذ الغادر والخبيث، امتلأوا ذهولًا ورُعبًا. وظلّت الجثّةُ مُعلّقةً من العُنقِ على مرأًى من الشعب مدّة ثلاثة أيّام؛ فيها حاول اليهود إنزال الجسد عن الشّجرة ودفنه سرًّا، لأنّه كان مشهدًا يمكن أن يسبّب إرباكًا كبيرًا للفرّيسيّين والكهنة، الذين ما كانوا ليستطيعوا دحض هذا الدليل على شرّ يهوذا.
غير أنّ جهودهم باءت بالفشل، وذلك إلى حين مرور ثلاثة أيّام؛ حينما، وبحسب مراسيم العدالة الإلهية، انتزع الشياطين أنفسهم الجَسد من الشجرة وألحقوه بروحه، لكيما يعاني كلاهما العقاب الأبديّ في أعمق دركات الجحيم (…)

من بين مغاور السّجون الجهنميّة المظلمة يوجدُ مغارةٌ كبيرةٌ جدًّا، مُعَدَّةٌ لعقابٍ أفظع من باقي المغاور، والّتي لم يشغرها أحدٌ. ذلك لأنّ الشياطين لم تتمكّن من زجّ أيّة نفسٍ فيها، رغم أنّ قساوتهم قد حثّتهم مرّاتٍ كثيرة إلى محاولة ذلك، من أيّام قايين إلى يوم انتحار يهوذا. وقد بقي الجحيم كلّه مذهولًا لفشله هذا، وجاهلًا تمامًا سرَّ هذا الأمر، إلى حين وصول نفس يهوذا، التي نجحوا برميها وزجّها بسرعةٍ في ذاك السّجن الفارغ.

والسّرُّ في ذلك أنّ ذلك الكهف الذي يحوي عذاباتٍ أعظم ونيرانًا جهنميّةً أشدّ، كان مُعَدًّا، منذ خلق العالم، للّذين سوف يحكمون على أنفسهم بالهلاك بعد نيلهم المعموديّة، بسبب نكرانهم الأسرار والعقائد وآلام المسيح وموته وشفاعة الأمّه الكليّة القداسة! (أي المسيحيّون) وإذ كان يهوذا كان أوّل شخصٍ يُشارك بشكلٍ مميّزٍ بهذه النّعم ويُفرِطُ بها، كان أوّل من قاسى عذابات ذلك المكان المعدّ له ولأتباعه، ولكلّ من سيقتدي به.

لقد أُمِرتُ بالكشف عن هذا السّرّ بشكلٍ خاصٍ، كتحذيرٍ مُريعٍ لكلّ المسيحييّن، ولا سيّما الكهنة منهم والأساقفة والرّهبان، الذين اعتادوا على مُعاملة جسد المسيح ربّنا ودمه باستخفافٍ، والذين بفضل  مناصبهم ومكانتهم هم أصدقاء يسوع المقرّبين.

من أجل راحة ضميري، أودّ إيجاد الكلمات والعبارات القويّة بما فيه الكفاية عن قساوة قلوبنا وعدم شعورها، فنتَّخذَ عبرةً خلاصيّةً ونمتلئ خوفًا من العقابات التي تنتظر المسيحيّين الأشرار، كلٌّ بحسب المركز الذي يشغلُه.

بدأَتْ الشياطين تعذّب يهوذا بعنفٍ لا يُمكن التعبير عنه، كونه قد أصرَّ على خيانة معلّمه، الذي بآلامه وموته قد هزمها وانتزع منها المُلكَ على العالم.

إنّ الغضبَ الذي يملأ الشياطين ضدّ المخلّص وأمّه المباركة تُفرِغُه -على قدر ما يُسمَح لها- على جميع الذين يقتدون بالتّلميذ الخائن ويقتفون أثره، باحتقاره الوصايا الإنجيليّة والأسرار وثمار الفداء.
وفي هذا لا تنفّذ الشياطين سوى عقابٍ عادلٍ على أعضاء “جسد المسيح السرّيّ” (الكنيسة)، الذين قطعوا صلتهم بالرّأس: المسيح، والذين بإرادتهم انحرفوا وسلّموا أنفسهم لحِقد أعدائهم اللّعين ولسُخطِهم العنيد الذي لا يعرف نهايةً.
وكأدواتٍ للعدالة الإلهيّة يُعاقبون المُفتدين (المسيحيّين) بسبب جحودهم ونكران جميلهم نحو الفادي.
فليتنبّه أولادُ الكنيسة جيّدًا لهذه الحقيقة، لأنّه لا يمكن لها إلّا أن تنجح في التأثير في قلوبهم وأن تحثّهم على تجنّب مصيرٍ بائسٍ كهذا.”


يهوذا الإسخريوطيّ الذي دعاه المسيح: ابن الهلاك (يو 17: 12) قبل أن يُسلمه إلى الموت. وقال أيضًا: “إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!».” (متى 26: 24)
نكر البابا فرنسيس تعاليم الإنجيل وشكّك بكلام الرّب يسوع المسيح، وشكّ بحقيقة هلاك الإسخريوطيّ الذي “دخل فيه الشّيطان” (يو 26: 24)، إذ قال البابا -المٌفترض أن يكون الأكثر أمانةً على تعاليم المسيح وكنيسته، بل المدافع عنها- في عظة 8 نيسان 2020:

“لقد لفت انتباهي أنّ المسيح لم يدعُ يهوذا خائنًا، ولم يقل له: ابتعد عنّي أيّها الخائن، بل في الواقع قال له: “يا صديق” (متى 26: 50) وقبّله… لغز يهوذا. ما هو سرّ يهوذا؟! لا أعلم! إنّ الأب بريمو مازولاري Primo Mazzolari (1890- 1959) يشرحه أفضل منّي: “ما مصير يهوذا؟ لا أعلم.”
يسوع يهدّد بشدّةٍ هنا: “وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!» ولكن هل يعني ذلك أنّ يهوذا في جهنّم؟ أنا لا أعلم. إستمعوا إلى كلمة: “يا صديقي”
(على الموقع التالي: Satan pays badly, warns pope, calling us to find the ‘Little Judas’ we have within (aleteia.org))

في حين أنّ الحبر الأعظم يجهل تعاليم الكنيسة، بحسب شهادته العلنيّة: “لا أعلم”، يؤكّد كلٌّ من البابا لاون الثالث عشر، والقديس أغسطينوس والقدّيسة كاثرين السيانيّة، والقديسة فيرونيكا جولياني، والمكرّمة ماريا داغريدا، والطّوباويّة كاثرين إيميريخ، والمجمع التريدنتينيّ، واللّيتورجيا المقدّسة للكنيسة الكاثوليكيّة… وغيرهم، حقيقة هلاك يهوذا إلى الأبد في جهنّم.

في الحقيقة تشرح داغريدا في كتابها عن أنّ كلمة “يا صاحب” (متى 26: 50) كانت إنذار يسوع الأخير ليهوذا، وتعني: أنت صديقي وتخونني؟
أي تؤكّد بالأكثر شناعة الخيانة: الصّديق يخون صديقه، بل صديق المسيح يخون المسيح! 
لقد ناداه “يا صديقي” ليؤنّب ضميره بكلّ محبّةٍ ورحمةٍ ووداعة، فيعطيه بعدُ فرصةً ليتوب عن شرّه ويخلص من الهلاك. لكنّ يهوذا الخائن أصرّ على خيانته ورفض التوبة والرحمة، فلقيَ عدلَ الله.

 

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI