معركتي … سأجعل الظلمة نورًا

معركتي !

 

 

“أتركوا لي مهمّة القيادة، لأنّ المعركة قد بدأت، أيّها الأبناء الأحبّاء.
سأهاجم عدوّي أولاّ في قلبه لأنّه مركز شعوره بالنصر. لقد تمكّن من إغرائكم بالكبرياء وتمكّن من تهيئة كلّ شيء بذكاء فائق.
لقد أخضع لمخطّطه كلّ المعطيات العلميّة والتقنيّة التي تملكها البشريّة. وجنّدها لتعمل ضدّ الله. فهو الآن يملك على قسم كبير من البشر، لأنّه عرف كيف يجذب إليه العلماء والفنّانين، والفلاسفة والحكماء والأقوياء. هؤلاء جميعًا، وقد وقعوا في حبائله، جنّدوا كلّ طاقاتهم للعمل من دون الله وضدّه، وهنا تكمن نقطة الضعف.
لذا سأهاجم إبليس مستعملة قوّة الصغار والمساكين المتواضعين والضعفاء. وأنا أمة الربّ الصغيرة، سأقود حملتي على رأس جيش من المتواضعين وأهاجم حصن المتكبّرين.
وإنّي أوجّه دعوتي إلى جميع أبنائي ليكرّسوا ذواتهم لقلبي المنزّه عن الخطيئة، ولينضووا تحت لوائي فأنا سأعمل بهم. وبهم قد بدأ انتصاري.

يبدو وكأنّ الشيطان قد سيطر على كلّ شيء، حتى في الكنيسة ذاتها. إنّه يظن نفسه في مأمنٍ، لأنّه تمكّن من إغرائكم وخدعكم: بالأباطيل التي نشرها ونادى بها كثيرون من أبنائي الكهنة المساكين بعدم الأمانة. إذ نمّقوا تعاليم الإنجيل بحلّة من الثقافة العالميّة، لكي تتوافق وعقليّة العصر فيقبل بها الناس بسهولة. إلاّ أنّ هذا الإنجيل الذي يُبشَّر به اليوم، لم يعد الإنجيل الحقيقي، إنجيل ابني يسوع.
بالخطيئة التي تُرتَكب كلّ يوم، وكلّما ارتُكِبت وجدت لنفسها في قلب الخاطئ مبرّرًا. والكهنة والرهبان هم في الغالب من يحاولون إيجاد لكلّ هذه الأقذار.
والشيطان يريد أن يملك كظافر واثقٍ من نفسه على هذه الكنيسة السائرة نحو الانحدار. أمّا أنا فسأضربه في قلبه مستعملة لذلك شعوره بالنصر لأحقّق نصري أنا.
فالظلمة التي طغت على أبنائي الصغار سأجعلها نورًا.
وهكذا فإنّهم بعد أن يستفيقوا من غفلتهم ويشعروا بالظلام الذي اكتنفهم طويلاً، سينشدون الخلاص ويتبعون النور المنبثق من قلبي. وهكذا فما اعتبره خصمي نصرًا له، يصبح وسيلة تساعد نفوسًا كثيرة على الرجوع إلى قلبي، قلب الأم.
وسأدعو أبنائي الكهنة ليؤدّوا شهادتهم ببطولة ويبرهنوا عن أمانتهم. فبمَثَلهم هذا سيساعدون نفوسًا كثيرة ضائعة لترجع إلى الطريق القويم.
وسأجعل منهم قدّيسين كبارًا يغلبون بقداستهم كلّ الخطيئة في العالم، ويردّون كثيرين من أبنائي الضالّين. لهذا نرى أنّ الخوف يسيطر على الشيطان في هذه الأيّام، خصوصًا لأنّني أعمل دومًا بمؤازرة أبنائي الصغار. ولن يعيق طريقنا أيّ شيء حتى نحقّق النصر الكامل. والآن يبدو واضحًا أنّ العناية الإلهيّة تعمل في كلّ أنحاء العالم على إعطاء البرهان، بأنّ غلبة الشيطان ليست سوى سراب بسراب”.

(رسالة 18 أيار 1977)
من “الكتاب الأزرق” – كتاب ممضيّ من الكنيسة ويُنشر بإذنها.

هل تريد أن تعرف تفاصيل ما تقوله العذراء وأسبابه، إقرأ:


تحذيرات البابا القديس بيوس العاشر الكبير عن العصرنة داخل الكنيسة 

تابعونا على صفحة قلب مريم المتألم الطاهر

يوميًا

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI