نور حَبَلي البريء مِن الدنس

بفرحٍ ورجاءٍ كبير

 

“أنظروا اليوم بفرحٍ ورجاءٍ كبير نحو أمّكم السماويّة. بفرحٍ لأنّي سبب فرحكم. إنّي أدعوكم للتطلّع نحوي بفرحٍ في هذا اليوم.

– أنتم تتأملّون بفرح في نور حَبَلي البريء من الدنس. بما أني قد تمّ اختياري منذ الأزل لأصبحَ أمّ الكلمة المتجسّد، فقد حفظني الثالوث الأقدس من كلّ خطيئة، بما في ذلك الخطيئة الأصليّة، التي توصَم بها كلّ خليقة لحظة الحبل البشري. فهكذا تشاهدون فيّ انعكاس التصميم الأصليّ للآب، الذي خلق الإنسان على صورته ذاتها، ولأجل مجده الأعظم. وينحني الآب السماوي نحوي بإعجاب فريد.
– بفرح، ترونني أصبح الأمّ البتول للكلمة، الذي يصير إنسانًا في أحشائي الفائقة الطهارة. إنّ ابني يولَد منّي ليصبح مخلّصكم وفاديكم. فقط فيه وحده تستطيع البشريّة كلّها التحرّر من عبوديّة الخطيئة، لتصل إلى شركة حياة وحبّ مع الآب السماويّ.

– بفرح، أَظهَرُ لكم ممتلئةَ من الروح القدس، الذي يتَّحد إلى نفسي برباط حبّ حقيقي، لأنّه فقط بعمله هو حَمَلتُ بابن الله الذي صار إنسانًا، وفقط بعمله الإلهيّ، أصبحتُ أمّ الله. وكَوني الإبنة المفضّلة للآب، أمّ الابن، وعروسة الروح القدس، فبإمكاني حقًّا أن أصبح سبب فرحكم.

– برجاءٍ كبير، وفي هذه الأيّام حيث ذاقت البشريّة اختبارًا أليمًا في ابتعادها عن الله، وببنائها حضارة من دونه، بحيث اغتصَبت شريعته، ورُفِضَت علانيّة. لقد حانت ساعات الامتحان الكبير والعقاب الرحيم بالنسبة لها. إذًا ولكَوني أمًّا، فأنا حاضرة بشكلٍ قويّ ودائم، لأساعدها في طريق الارتداد والعودة إلى الربّ. هكذا، أفتحُ للبشريّة كلّها، باب قلبي البريء من الدنس، الملجأ الأكيد، حيث يجب أن تدخل من أجل خلاصها.

– برجاءٍ كبير، تتطلّع الكنيسة نحوي، فيما تعيش ساعة التطهير لأزمتها الكبرى. لقد اجتاحها دخان إبليس، وتمزَّقَت وحدتها، وأظلمَت قداستها وأضحت مهدّدة بفقدان الإيمان والجحود الكبير. لذلك، إنّي أُظهر ذاتي للكنيسة مع حنان ورحمة حبّي الوالديّ، وهكذا أساعدها وأقوّيها أنا بنفسي، في ساعة تنقيتها الأليمة والكبيرة. إنّ حضوري في الكنيسة سيزداد منذ الآن بقوّة، وسيستمرّ، وسيظهر. (…) لتقودها إلى داخل ملجأ قلبها الأكيد البريء من الدنس، حيث ستعرف الساعة المضيئة لعنصرتها الثانية.

– برجاءٍ كبير، تطلّعوا نحوي أنتم يا أولادي الصغار، الذين جرّبكم وجرحكم وضربكم هواء المحنة الكبرى العاتي.

– تعالوا إليّ جميعكم يا أولادي الصغار. تعالوا إليّ، لأنّكم بحاجة إلى تعزية، وتشجيع، وحماية ودفاع وخلاص أمّكم السماويّة. لأجل ذلك، قد بنيتُ سفينة العهد الجديد، التي يجب أن تدخلوا إليها، لتصلوا إلى الأزمنة الجديدة التي تنتظركم الآن. لذلك أدعوكم اليوم أيضًا، لتدخلوا كلّكم بفرح ورجاء كبير، في ملجأ قلبي الأكيد البريء من الدنس”.

 

-رسالة 8 كانون الأوّل 1996-من “الكتاب الأزرق” – كتاب ممضيّ من الكنيسة ويُنشَر بإذنها – رسائل العذراء الى الأب ستيفانو غوبي “مؤسس الحركة الكهنوتية المريمية” ومن ثمارها تكريس لبنان لقلب مريم !

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI