أجمل تأمّلات “البابا بنيدكتوس السادس عشر” عن قلب مريم الطاهر

إنّه الزمن الذي فيه أُعطيت لنا “مريم ” الدفاع الأمثل ضدّ شرور الحياة المعاصرة ! إن التكرّس المريمي هو الضمانة الأكيدة على حمايتها الأموميّة وتأهّبها عند ساعة التجربة
(من كلماته)

 10420400_760155054079460_4590993029940473304_n

«وكانَت أُمُّه تَحفُظُ تِلكَ الأُمورَ كُلَّها في قَلبِها»
( (( ( تأمّل للبابا بنيدكتوس السادس عشر )) )

في العهد الجديد نرى أن إيمان مريم “يجتذب” عطيّة الرُّوح القدس. وهذا ما يظهر أولاً في سرّ الحبل بابن الله الذي شرحه رئيس الملائكة جبرائيل على هذا النحو: “إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظلِّلكِ” (لو 1: 35)… وقلب مريم المتناغم بشكل تام مع الابن الإلهي هو هيكل “رُوحُالحَقِّ” (يو 14: 17) الذي تُحفَظ فيه كل الكلمات والأحداث بإيمان ورجاء ومحبة.

Pope Benedict XVI prays in front of theهكذا، يمكننا أن نثق بأن قلب يسوع الأقدس كان يجد دوماً في حياته الخفية في الناصرة “مسكنًا” ملتهبًا بالصلاة والانتباه الدائم إلى الرُّوح القدس في قلب مريم الطاهر.

والدليل على هذا التناغم الفريد بين الأم وابنها في العمل بحسب مشيئة الله هو ما حصل في عرس قانا. ففي وضع زاخر برموز العهد، كوليمة العرس، تتدخل مريم العذراء وتحدث إلى حد ما رمزًا من رموز النعمة الإلهية الوافرة، إذ تشير “الخمرة الجيدة” إلى سرّ دمّ الرّب يسوع المسيح.

 

https://www.facebook.com/heart.of.mary.arabic

 

وهذا ما يرشدنا مباشرة إلى الجلجلة حيث تقف مريم عند الصليب مع النسوة الأخريات ويوحنا الرسول. فالأم والرسول تلقّيا روحيًّا وصيّة الرّب يسوع أي كلماته الأخيرة وأنفاسه الأخيرة التي بدأ بها يرسل الروح، وفهما الصرخة الصامتة لدمه الذي سفكه من أجلنا (راجع يو 19: 25 وما يليها). كانت مريم تعرف مصدر هذا الدم: لقد تكون فيها بفعل الرُّوح القدس وعرفت أن هذه “القوة” المبدعة ستقيم الرّب يسوع من الموت، بحسب وعده.


على هذا النحو، ثبًّت إيمان مريم إيمانَ التلاميذ حتّى اللقاء مع الرّب القائم من بين الأموات الذي استمرّ في مُرافقتهم حتّى بعد صعوده إلى السماء في انتظار “العماد بالرُّوح القدس” (راجع أع 1: 5)… لذلك فإنّ مريم هي لكلّ الأجيال مِثال الكنيسة وقُدوتها التّي تُسافر مع الُّروح القدس عبر الأزمنة 
سائلةً عودة الرب يسوع المسيح المجيدة: “آمين ! تَعالَ، أَيُّها الرَّبُّ يَسوع. (رؤ 22: 20)

 

image

ماذا يعني وعد العذراء:«في النهاية سينتصر قلبي الطاهر» ؟

قداسة البابا يشرح:

إنّ القلب المنفتح على الله، المُطهَّر بالتأمّل في الله، هو أقوى من البندقيّة ومن السلاح أيّاً كان. إنّ «نَعَم» مريم، تلك الكلمة الصادرة مِـن قلبها، قد غَيّرت تاريخ العالم، لأنّها أدخلت المُخلّص إلى العالم. فالله، بِفضل «نَعَم» مريم، أمكَنه أن يصير إنساناً في عالِمنا، ومُذّاك هو باقٍ هكذا إلى الأبد
. للشرّير سلطانٌ على العالم، ونحن نرى ذلك ونَختبره في صورةٍ متواصلة، له السلطان لأنّ حرّيتنا تستسلم في صورة متواصلة وتنحرف عن الله. ولكن، قد أصبح الله له قلب انسان، وبالفعل نفسه وجَّه حريّة الإنسان نحو الله، فالحريّة المتوجّهة صوب الشرّ لم يَعُد لها الكلمة الأخيرة. ومنذئذ أصبحت هذه الكلمات نافذة: «سيكون لكم في العالم ضيق. ولكن ثقوا: أنا غلبت العالم» (يو 16/33).
إن رسالة فاطيما لَتدعونا إلى أن نثق بهذا الوعد من المسيح لنا !


وقال البابا بنيدكتوس في 13 أيار 2010 لدى زيارته الى مزار فاطمة:
“لتُسرع السنوات السبع القادمة (حتّى 2017) التي تفصلِنا عن عيد ظهورات فاطمة المئويّ في اعلان انتصار قلب مريم الطاهر على شرف الثالوث الأقدس ..”

وقال مُوضحًا في كتابه “نور العالم” :
إنّ الإنتصار يقترب وإنني أنتظر الآن نقطة تحوّلٍ كبيرةٍ، وأعتقد أن مَسَار التاريخ سيتغيّر فجأةً وإن سلطة الشر ستُكبح (ستتوقّف) لتَظهر قوّة الله دائمًا ، من خلال قوّة الأم السماوية … 
إن انتصارات الله وانتصارات مريم خفيّة إنّما حقيقيّة !

 

إقرأ أيضًا:

الأخت لوسيا كشفت لي العذراء أننا في نهاية الأزمنة

———————————————————————————————————

† ♥

تابعونا على الفيسبوك: 
قلب مريم المتألم الطاهر
10509613_656184954476471_197786145256822204_n

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by Calculate Your BMI