ظهور العذراء المتألّمة والرّب يسوع، في كيبيهو- أفريقيا (مثبّت كنسيًا)

تقع “كيبيهو” في جنوبي رواندا (وسط أفريقيا) وهي من أفقر مناطق البلاد. وقد أكسبتها ظهورات يسوع والعذراء، في العقود الحديثة، شهرة عالمية. هذه الظهورات امتدّت من 28/11/1981 حتى 28/11/1989،  وهي الظهورات الأولى في القارّة الأفريقيّة.
قُبَيل هذه الظهورات، تعرّضت تماثيل السيدة العذراء في كيبيهو للتشويه والتحطيم والسرقة.
وجدت العذراء في جوّ الإحباط هذا، الفرصة المؤاتية لزيارة رواندا، ولاستعادة مكانتها في القلوب، ولا سيّما أنّ كثيرين كانوا قد نسوها وأقلعوا عن الصلاة لها، والتماس شفاعتها.

وقد ظهرت العذراء مريم والرب يسوع على خمسة فتيات وشاب. نورد أهم الظهورات والرسائل.

شكل العذراء
(حسب الرائية ألفونسين موموريكي)

“ليست العذراء بيضاء، بياضًا حقًّا، مثلما تُظهرها الصور عادةً. ولكنّي لا أستطيع تحديد لون بشرتها. جمالها منقطع النظير.  كانت حافية القدمين، ترتدي ثوبًا أبيض غير مخبّط، وتتلقّح بغطاء رأسٍ أبيض اللون أيضًا. يداها كانتا مضمومتين عند مستوى صدرها، وأناملها مصوّبة نحو السماء.”

حملت الظهورات رسائل تخصّ الرائية وأقربائها ونصائح روحيّة…

ولطالما ردّدت ألفونسين أنّ على ابن مريم ألاّ ينفصل عن الصليب. وكذلك كانت تقول أناتالي. وقد عانت ألفونسين اضطهادات شديدة، وأُسيء فهمها، واتُّهمت بالجنون، في حضور أمّها، وحينها قالت لها العذراء:
“هنيئًا للأمّ التي وضعت مجانين الله! “

ظهور لأناتالي موكامازيميوكا (12 سنة) 

جاءت رسائل العذراء دعوةً الى التواضع والجاهزيّة، وبذل الذات والمحبّة، وتعميق الصلاة. وقد أبرزت المعنى المسيحي للألم في أقوالها وسلوكها.

 سألت العذراء، في صلاتها، ماءً لكيبيهو، نبعًا عجيبًا. ولكنّ العذراء أفهمتها أنّ الإنسان أشدّ حاجةً إلى ماءٍ آخر، الماء الذي قال عنه يسوع: “مَن آمن بي، ستجري في جوفه أنهار ماءٍ حيٍّ”.
وقالت أناتالي: “إن خيّرتموني بين الموت وهذا الماء، فسأختار الموت كي يحصل البشر على هذا الماء ويحيوا”.

“أكلّمكم ولكنكم لا تسمعون. أريد أن أنهضكم، ولكنكم تظلّون طريحي الحضيض. أدعوكم ولكنكم تصمّون آذانكم. متى ستلبّون دعوتي؟ إنّكم لا تبالون بأيّ من نداءاتي. متى ستفهمون؟ ومتى ستعنون بما أريد قوله لكم؟ إنّي أوجّه إليكم إشارات كثيرة، ولكنّكم لا تؤمنون. حتى متى ستُغفلون نداءاتي؟”.

ولطالما كرّرت العذراء شكواها هذه، مؤكّدةً أنّها جاءت لتقويم ما هو معوجٌّ، ولمّ شمل ما هو مشتّتٌ، وجمع ما هو منفصلٌ، والهداية إلى سبيل الله وإلى درب الخلاص، مُبرهنةً بذلك عن عميق حُبّها للبشر، حبّ أمٍّ لبنيها، وعن قلقها عليهم من الأخطار المُحدِقة بهم، ومُشدّدةً على فَضيلتين أساسيّتين: التواضع والجاهزيّة للخدمة؛ فَضيلتين كانت العذراء لهما القُدوة المُثلى.

وقد سألت العذراء أناتالي، يومًا:” ترَين أنّني أحبّكم، فهل أنتم تحبّوني؟”

ومن الدروس التي لقّنتها العذراء لأناتالي: “إستيقظوا، إنهضوا، إغتسلوا، وأنِعموا النّظر”، أي انعتقوا من قُيود العالم التي تَمنعكم من السير على دروب الله، واغتسلوا بسرّ التوبة، وتنبّهوا لما تُريكم العذراء”.

ومن أجمل صلواتها: “يا أمّي، ارسمي صورتك في قلبي، كي يستطيع كلّ من يراني أن يقول: :هذه هي، حقًّا، ابنة مريم!”

وتعلّمت أناتالي أنّ الطريق إلى الله يُعبُر من خلال الألم. وفي صلاة لها خاطبت العذراء بقولها: “الألم الآتي منكِ ممتلئٌ حبًّا. إنّك تريدين أن ننهج الدرب الذي سلكتهِ أنتِ، كي تجعلي منّا أبناءك. ولذلك تقولين، بصوابٍ: “الدّرب الحقّ هو الألم”.

وكانت العذراء تظهر لها في موقفَين مختلفَين:

يداها مضمومتان عند صدرها، ما يعني: “كلّ شيءٍ يُصنع فيّ”.

ذراعاها مبسوطتان إلى الأسفل، وهي، حينئذٍ تمثّل: “موزّعة النعَم”.

يوم 2/4/1982 عقدت “ماري كلير موكانغانغو” الحوار التالي مع العذراء:

العذراء: “توبي! توبي! توبي!”.

ماري كلير: “إنّي أفعل ذلك”.

“عندما أقول لك ذلك، لست أتوجّه إليك وحدك، بل، أيضًا، إلى جميع الآخرين. إنّ بشر هذا الزمن قد أفرغوا كلّ شيءٍ من محتواه الحقّ: فمن يقترف خطيئةً، لا يقرّ بأنّه أخطأ“.

“نحن ضعفاء، فاقدو القدرة. هبينا القدرة على الاعتراف بأخطائنا، وعلى الاستغفار عنها”.

الرسالة التي تلقّتها كانت واضحة:
لقد تمرّد العالم على الله. علينا أن نتوب ونستغفر. إنّ نعمة الإرتداد تُنال بتأمّل آلام المخلّص، وآلام أمّه. ولهذا الغرض نصحت العذراء بوسيلتَين: تلاوة الورديّة، ومسبحة الآلام السبعة، فهذه الأخيرة هي الدواء الأنجع للشفاء من مرض العصر: أي عدم الشعور بالخطيئة، ورفض التوبة، وهي الوسيلة المثلى لطرد الشيطان.

مسبحة الآلام السبعة ليست جديدة في الكنيسة، بل كانت تتلوها جمعيّات رهبانيّة، ولكنّها أُهملت. وبات كثيرون، حتى بين الكهنة والراهبات، يجهلون وجودها. وماري كلير نفسها قالت للعذراء إنّها تجهل حتّى وجود هذه المسبحة، ومع ذلك كلّفتها أمّ الله أن تذيع معرفتها واستخدامها من حولها، وفي العالم أجمع، على ألاّ تحلّ محلّ المسبحة الورديّة، بل أن تواكبها.

وقد قُيض لماري كلير، في أثناء الظهورات، أن تشهد مراحل آلام المسيح، وكانت تصفها وهي تطلق تأوّهاتٍ وجيعة.

أنا آتي إليكم، وأنتم تحملون كلّ شيءٍ محمل العبث والتهكّم. كرّري هذا القول ثلاثًا.

أنتِ تأتين إلى البشر، وهم يعدّون مجيئك عبثًا. كيف لا يغيّرون سلوكهم، ولا يأخذون رسائلك على محمل الجدّ؟ ألا يعرفون أنّك أمّ الله؟ نحن البشر عسِرون، وبطيئو الفهم. ما عسانا نفعل يا أمّاه؟

ينبغي أن تتغيّروا بتكريمي وتكريم ابني. وعليك أن تضحّي بذاتك من أجل البشر.

وإليكم نماذج من أقوال “فيستين”:

“تسألكم العذراء لماذا تنصرفون عن الله، وترتمون في أحضان النار (جهنّم) ؟ وهي تنذركم: من يمدّ ذراعيه إلى هذا العالم ليقبض عليه، ستنزل النار على يديه. وهي تسألكم: لماذا تبذلون القليل من الغيرة والاندفاع في خدمة الله، في حين أنّكم، عندما تخدمون إبليس، تركّزون كلّ قواكم، وتبحثون عن كلّ الوسائل والحيَل، من أجل الوصول إلى غاياتكم ؟

“… الإنسان الصالح على هذه الأرض هو الذي ينفّذ مشيئة الله. العذراء تُحذّر الأغنياء، وتطمئن الفقراء،

“إنّها تطلب منكم أن يُعنى بعضكم ببعضٍ، سواءٌ كانوا فقراء أو أغنياء، أشرارًا أو صالحين، فيسوع كان يعيش مع الجميع، كما أنّ الله صبورٌ معكم. وتقول لكم إنّ عليكم أن تخدموا الله، في كلّ لحظةٍ، وألاّ تكتفوا بذكره عندما تلمّ بكم المِحَن الكبرى.

وهي تحذّركم مِن وَضعِ ثِقتكم في عِلمكم ومالكم، فكلّ ما تملكونه يأتيكم من كَرم الله. وتعلّمكم أنّ امتلاك الذكاء والعلم والجمال، بمعزلٍ عن مخافة الله، لا يُجدي نفعًا. وإنّها تمدّ لكم ذراعيها، فمن يأتي إليها ترحّب به، وتضمّه إلى قلبها. وتطلب منكم حمل صلبانكم برضىً، حبًّا بالله. وتعلمكم أنّ يسوع ما زال حتّى الآن يبحث، بلا هوادةٍ، عن مكانٍ يُقيم فيه، وأنّ كلّ مَن يصبو، بكلّ قواه، إلى الله، في هذا العالم، يُعاني، في جسده، الضعف والعطوبيّة.

“وتقول لكم إنّ خدمة الله لا تتمّ بالإكراه، بل هي مُبادرة حُسن نيّةٍ ذاتيّة. وإنّ هناك أنورًا كثيرةً، ولكنّ النور الحقّ فريدٌ. أنتم تصطنعون لأنفسكم أنورًا، ولكن ما من نورٍ يضيء أكثر من النور الذي يعطيه الله.

وتقول إنّ للصلبان أنماطًا عديدةً. وكلّ إنسانٍ، ولو بدا ضاحكًا، يحمل صليبًا، وحتى عندما يتجاهله، يظلّ الصليب ماثلاً.

تذكّركم العذراء بأنّ حقيقة المسيحيّ وسلاحه هما الإيمان. وتؤكّد لكم أنّ العقيدة الحقّة هي يسوع. ومَن يؤمن به، يقبله، في حياته، كما هو، ولا يحذف منه شيئًا ! إنّ الصلبان التي تأتينا من السماء أخفّ وطأةً من صلبان الأرض. والصلبان التي يرسلها لكم الله تَهِبكم من الفرح أكثر من تلك التي تنشدونها بأنفسكم.

ابن الله تألّم على هذه الأرض، وأنتم تريدون تفادي الألم. فكيف لكم أن تكونوا له تلاميذ؟ وتطلب الإقلاع عن التعلّق بما يشيع فيكم الاضطراب، ويحرمكم السلام، كي تسعوا، بكلّ طاقاتكم، نحو شجرة الحياة.

لا تنسوا أنّ كلّ ما تفعلونه مدوّنٌ. إنّ الدين الحقّ هو الذي يجعل المرء يحيا بالإيمان، ويحمله على محبّة إخوته.

تسألكم العذراء لماذا تحبّون الخيرات التي يغدقها الله عليكم، ولا تطيقون المِحَن التي تقودكم إلى لقياه؟ بأيّ أسلوبٍ، إذن، تزعمون الوصول إليه؟ تؤكّد لكم أنّ مَن يذهبون إلى السماء هم الذين جهدوا للظّفر(الإنتصار) بها، وأنّ على الأفعال أن تواكب الصلوات. وهي تطلب منكم ألاّ تعملوا من أجل هذه الأرض، فهي ليست لكم، ولن تخلدوا فيها. فما أنتم سوى ضيوفٍ وعابري سبيلٍ.

إنّها تضيء دروبكم لتمكينكم من السير في النور. ولكنّكم لا تتحرّكون. وعندما تتكثّف الظلمات، تجرون كي تظفروا بالمكان الأوّل. وتذكّركم بأنّ الله مَنحكم عيونًا كي تُطلعوا مَن لم يستطيعوا الرؤية على ما شاهدتم. إنّها ترغب في أن يكون الشبّان والشابّات، لها، مثل أزاهير جميلةٍ على هذه الأرض. وتطلب منكم أن تُعدّوا حقائبكم، فالطريق المتبقّي أمامكم قصيرٌ، وعندما سيدعوكم الله، لن تُتاح لكم فرصة العودة إلى الوراء، لاصطحاب أيّ شيءٍ.

تسألكم العذراء لماذا تطالبون بمعجزاتٍ، في حين أنّ المعجزات تحدث لكم، في كلّ يومٍ، ولكنّكم لا تؤمنون بها. خيرٌ لكم، إذن، أن تلتمسوا نعمة البصر، لأنّكم عميانٌ.

وتسألكُم: إن لم تلجأوا إلى الله، فأين عساكم تختبِئون، عندما تنتشر النّار في كلّ مكان؟

اعلموا أنّ الكفاح الذي ستخوضونه على هذه الأرض، كلّ يومٍ، هو الذي سيحسُم مصيركم: في السماء أو في الجحيم ! سيؤدّي كلّ إنسانٍ حسابًا عمّا أُوكِل إليه.

تدعو العذراء العلماء إلى استخدام ما وُضع بتصرّفهم. فليُظهروا، إذن، ما هم قادرون على فعله بمعزلٍ عن عون الله. أنعموا النظر، فلكم عيونٌ كي تبصروا، ولا تخلطوا بين أعمالكم وأعمال الله.

أنتم يا مَن يتباهون بثيابهم الفاخرة، إعلموا أن المطلوب منكم ليس انتزاع إعجاب البشر، بل إرضاء الله. حيثما ذهبتم، ومهما فعلتم، ورغم ثيابكم الجميلة، فأنتم، أمام الله، عراةٌ !

أولئك الذين لم يألفوا تعرّف العذراء من خلال الإشارات (الداخليّة) التي تريهم إيّاها، يظلّون في حيرةٍ، حتّى إن هي أرتهم نورًا فائقًا كي تنيرهم به.

وعن تخليص النفوس قالت:

إنّكم، جميعكم، على طريق سفرٍ واحدٍ. لذلك فليُساعد أحدُكم الآخر، ولا تتركوا أحدًا في الطريق، لئلاّ يُقال لكم، يومًا: “ماذا أنت آتٍ لتفعل هنا وحدك؟ ولِمَ تخلّيت عمّن كان عليك استصحابهم إلى هنا؟” مَن يرتضون العمل، فليتابعوا العمل جيّدًا، بلا تردّدٍ. ولكن لا تتوقّعوا مكافآتٍ، فما زال أمامكم دربٌ ينبغي اجتيازه، وأنتم تجهلون كيف سينتهي مشواركم. إجهدوا، إذن، بإتقان عمل ما يطلبه منكم الله، كلّ يومٍ.

أنت، يا مَن إيمانه خارجيّ، مثل ثوبٍ، ما الذي يَقوى على تخليصك عندما ستنفصلُ عن جسدك ؟ عليك، بالحريّ، أن تُحقّق إيمانك، في كلّ حياتك. طوبى لمن يرتضي أن يكون أداةً لمريم العذراء، فهي ستكافئه في الأبديّة. كلّ المِحن التي تقابله ستنتهي، يومًا، وستنقذه مريم من الفخاخ الكثيرة التي ينصبها له البشر”.

“إنّ الطريق التي تفضي إلى السماء هو ضيّقٌ وعبوره وعرٌ. أمّا الطريق المؤدّي إلى إبليس فعريضٌ، ومَن يجتازها يَحثّ الخُطى، ويَجري بلا عائقٍ”.

وإليكم نموذجًا من حوارٍ دار بين يسوع وأنييس، في أثناء ظهورٍ لها، بتاريخ  2 / 5 / 1983:



يسوع: ألستِ مسرورة الآن، وقد جئنا لنزوركم؟ (يسوع والعذراء)

أنييس: الفرح يغمرنا. وقد شرع بعضنا يدرك. كثيرون انعتقوا من ضلالهم، واهتدوا إلى السراط القويم.

يسوع: ومع ذلك، ما زال هناك ضالّون.

أنييس: هؤلاء هبهم النور.

يسوع: وثمّة من ما برحوا غافين

أنييس: هؤلاء أيقظتهم

يسوع: وثمّة من أصمّوا آذانهم

أنييس: هؤلاء هبهم أن يسمعوا

يسوع: وثمّة من قلوبهم من حجر

أنييس: افتح القلوب المغلقة

يسوع: هناك المراؤون في صلاتهم

أنييس: هؤلاء اشفِهم من ريائهم

يسوع: ثمّة من يدمّرون السلام على الأرض

أنييس: لا ملاذ لنا من أعداء السلام سواك…

يسوع: إعلمي أنّ البشر ما زالوا غارقين في خطايا الفِسق والفجور

أنييس: كان يُخيّل إليّ أنّ مَن كانوا مبتلين بهذه الرذيلة قد اصطلحوا

يسوع: قولي لهم، مِن قِبَلي، أن يصلحوا ذواتهم

بين الحاضرين هنا، الآن، من لا يستأهلون حمل المسبحة، وبوسعي انتزاعها منهم. فالصلاة ليست عبثًا، ومع ذلك أنتم تجعلون منها تسليةً.

أنييس: بوسعك قول ذلك. فنحن غالبًا ما لا نأخذ الصلاة مأخذ الجدّ.

يسوع: إعلموا أنّ أمورًا كثيرةً تؤلمنا، ونحن غالبًا حزينان بسببكم. مَن يستطيعون أن يذكرون ألمنا في كلّ لحظةٍ.

أنييس: مَن يستطيعون يتعاطفون مع ألَمِكُما. ولكن من لا يستطيعون زِدهم قوّةً.

يسوع: يبلغ السماء مَن يجاهد في هذا السبيل…

لا يزال هناك كثيرون لا يعرفوننا، ويهينوننا

أنييس: كلّ هؤلاء، ساعدهم على التحوّل والعودة إليك

يسوع: إنّ الطريق المؤدّي إليّ واحد. والذي ينهج طريقين لا يسعى نحوي. من لا يثق بكلامي، لا تربطه بي أيّة صلة قربى

أنييس: مؤكّدٌ أنّ من فقد الثقة في كلامك لم يعد عضوًا في أسرتك

يسوع: قليلون هم الذين ينشدون خيرات السماء. ولكنّ الساعين إلى ثروة العالم كثُرٌ جدًّا. الباب الذي يفضي إلى السماء واحدٌ، والأبواب المفضية إلى الهاوية متعدّدة

أنييس: هبنا ألاّ نعبر إلاّ من الباب الوحيد…

يسوع: لقد جئناكم، ولكنّكم لم تصغوا إلينا. قليلون هم البشر الذي يصغون إلينا

أنييس: … ساعد البشر كي يحبّوا، ويرجوا، ويتوبوا، ويُضحّوا

يسوع: من يظمأ إليّ، سأروي، في كلّ لحظةٍ، عطشه. من يثق بي، لن يحتاج إلى شيءٍ. من يجوع إليّ، سأشبعه. من لا يفقد الثقة بي، في البؤس والاضطرابات، سأخلّصه. من يطلب منّي، أيًّا كان، سأعطيه. من يعترف بي على هذه الأرض، سأعترف به في السماء  ثمّة من يأتون إلى هنا، ولا رغبة لديهم في الرجوع إليّ.

أنييس: هب هؤلاء قلبًا راغبًا في العودة إليك…



وجّهت أنييس نداءً إلى الشبيبة، بناءً على طلب يسوع، جاء فيه:

“إنّ سلوك شبيبة اليوم وأفكارها تتعارض مع ما ينتظره الله منّا. الشبّان والشابّات لا يقبلون جسدهم كما وهبهم الله إيّاه، ويسعون إلى تغييره، رغبةً في إرضاء الناس، واستلفات نظرهم بكلّ الوسائل. لقد جعلوا من أجسادهم أداة متعةٍ. يسوع يطلب أن نقبل ذواتنا كما خلقنا الله.

“ينبغي أن نُجهد ذواتنا، فالسماء هي لمن كَافح. ولنحذر من غواية متاع هذه الدنيا.
يسوع قال: “كُثُرٌ هم الذين ينشدون خيرات هذا العالم، وقليلون هم الذين يسعون إلى الخلاص الآتي من السماء”. ومع ذلك يسوع يرجو خيرًا، أقلّه من الشبيبة، وهو يفعل كلّ شيءٍ لكي يعيدنا إلى الطريق القويم”.

وتكلّمت أنييس عن العادات الوثنيّة، مثل الفسق والفجور التي تفصلنا عن الله. وأكّدت أنّ الأهل يتحمّلون قسطًا جسيمًا من المسؤولية، في هذا المضمار. ولكن على الشباب أن يكونوا أشدّ عزيمةً في مقاومة الخطيئة. الشبّان يستخدمون وسائل شتّى، وأساليب خرافيّةً، كي يُحبّوا ويُحَبوا، ناسين أنّ الحبّ الحقّ يأتي من الله.

“المال هو سبب كلّ ذلك. فقد سيطر علينا، ونحن بِتنا له خدّامًا. وعِوضًا عن أن نكون في خدمة الله، أصبحنا للمال عبيدًا، وجعلنا منه صنمًا. علينا أن نجعل من جسدنا أداةً لتمجيد الله، لا مادّة متعةٍ في خدمة البشر.

على الشباب أن يكونوا حكماء. أُدعوا مريم العذراء، والتمسوا شفاعتها، وهي ترشدكم إلى السبيل السويّ. الله ينتظرنا. هبوا قلوبكم ليسوع، ولمريم، كي يساعداكم على تجنّب التجارب التي يسبّبها المال. واعلموا أنّ إبليس يسعى إلى إيقاعكم في الهاوية. يسوع يقتضي منّا حبًّا حقًّا. والإنسان الذي يطلب بصدقٍ، وبقلبٍ محبٍّ، ينال مبتغاه. ولكن حذار من انتهاج دربين، فإنّنا، حينئذٍ، لن نبلغ أيّ مكانٍ. إنّ أمور الله تأتي بتؤدةٍ ورفقٍ، خلافًا لأمور إبليس. فلنكن مسيحيّين بحياتنا كلّها. ولتكن أجسادنا أدواتٍ للربّ وللعذراء مريم. ولنلجأ إليهما في المصاعب والضيقات، فيساعدانا ويعزّيانا.”

“يسوع يقول: “أنا أحببتكم حتّى تسليم ذاتي على الصليب، من أجلكم. فهل تريدون صلبي من جديد؟”

والعذراء مريم تقول: “أدعوكم لكي تأتوا إليّ، ولكنّكم تؤثرون أن تظلّوا بمنأى عنّي. فما الذي يحول بينكم وبيني.

لقد جئت كي أعدّ إلى ابني الطريق، من أجل خيركم، وأنتم تأبون الفهم. لم يبقَ سوى وقت قصير، وأنتم غافلون، لاهون بحُطام هذا العالم الفاني. لقد رأيت كثيرين من أبنائي يُودون بأنفسهم إلى الهلاك. لقد جئت كي أرشدهم إلى طريق الخلاص والصواب”.

إنّما يوافي يسوع ومريم إلى عالمنا، لأنّ كثيرين هم على شفير الهاوية. وقد قالت أمّ الله بأسىً:
” الخطايا أكثر من قطرات ماء البحر… والعالم يجري صوب هلاكه. وشروره لا تني تتفاقم”.


 

رؤيا شبيهة بسر فاطيما الثالث

يوم 29/8/1982، رأت ألفونسين أمّ الله تبكي، وقد بكى الرؤاة، واصطكّت أسنانهم، وانهاروا هلعًا، وهم يشهدون، على امتداد ثماني ساعاتٍ متواصلةٍ، مشاهد مريعةً: أنهار دمٍ، قومًا يتذابحون، جثثًا مرميّةً مهملة، أشجارًا ملتهبةً، حُفرًا فاغرةً، رؤوسًا مقطوعةً، غيلانًا، إلخ… وقد بلغ عدد الحضور، يومها، نحو عشرين ألف شخصٍ.

رسالة كيبيهو هي إنذارٌ مستعجلٌ، ملحٌّ، لا يدع للانتظار والتريّث فسحةً؛ وهي دعوةٌ إلى الإسراع في التوبة والتحوّل نحو الله. وفي سبيل ذلك ألحّت العذراء في الدعوة إلى تلاوة المسبحة، وإلى العودة إلى مسبحة الآلام السبعة، فهي كفيلةٌ بدرء الأخطار المحيقة بالعالم.
وجديرٌ بالتنويه أنّ ثلاثًا من الرائيات لقينَ حتفهنّ في مجازر الحرب الأهليّة التي دارت رحاها عام 1994.

تشترك رسالة كيبيهو مع رسائل الظهورات الأخرى في العالم، بالدعوة إلى الصلاة الصادقة النابعة من القلب، وإلى التوبة العاجلة، وإلى تحمّل الآلام مساهمةً في آلام يسوع الخلاصيّة، وإلى حمل الصليب برضىً، وإلى الصوم، والتيقّظ لعلامات الأزمنة، علامات السماء.



الكنيسة تثبّت

في تلخيصٍ لرسالة كيبيهو، أهاب المطران “غاهامانيي” (Gahamanyi) برعاياه إلى تلبية طلبات أمّ الله قائلاً:
“ينبغي أت تصلّوا من أجل ارتداد العالم، كي يعود إلى ممارسة الأسرار، ولا سيّما سرّ التوبة والمصالحة، ولكي يزهد في متاع الأرض مؤثرًا التن ماس خيرات السماء، متواضعًا أمام الله، عسى أن يسود، بين البشر، السلام، والرحمة، والمحبّة الأخويّة”. ولطالما عبّرت العذراء عن حزنها لأنّ رسالتها لا تلقى ما تستأهله من إضغاءٍ واهتمامٍ. ولطالما شكا يسوع من انتشار الفسق، ودعا إلى التوبة، سريعًا، قبل فوات الأوان. وتوجّه، بوجهٍ خاصٍّ، إلى المكلّفين بإعلان الإنجيل.

وفي كيبيهو دعوةٌ إلى نشر الرسالة. فعلى كلّ مسيحيّ أن يكون رسولاً، وأن يسهم في خلاص العالم. وفيها نداءٌ ملحٌّ إلى الشبيبة، وتحريضٌ على الصلاة من أجل المتوفَّين، فهي خير وسيلةٍ للتعبير لأحبّائنا الراقدين عن حبّنا ووفائنا لهم.

وتتميّز رسالة كيبيهو بالتذكير بعودة يسوع إلى الأرض، وبضرورة الاستعداد لها.هي دعوةٌ إلى قراءة إشارات الله في حياتنا، حيث تحدث كلّ يومٍ، معجزاتٌ: الموت، ولادة الطفل ونموّه، شروق الشمس وغروبها… حسبنا أن نفتح عيوننا كي نرى معجزاتٍ في كلّ شيءٍ، وفي كلّ حينٍ. إنّنا نسبح، كلّ لحظةٍ، في عباب فائق الطبيعة. ومن ثمار ظهورات كيبيهو تجدّد روحيٌّ واضحٌ.
وقد قال الأسقف “غاهامانيي” بهذا الشأن:
“من المحقّق أنّ ظهورًا معترفًا به يدعم حياة الإيمان والصلاة، وهو عونٌ منيعٌ لعمل الكنيسة. غالبًا ما كانت الظهورات المعترف بها جرس إنذارٍ، يدعو العالم إلى التوبة، ودورها هو هزّ الضمائر الغافية وإيقاظها… كانت تذكيرًا يلائم الوضع الروحيّ في كلّ حقبةٍ”.

مواقف رسميّة

في 1/1/1988، كرّس رئيس أساقفة كيغالي كلّ رواندا للعذراء، وبناءً على تقرير لجان التحقيق، سمح أسقف "بوتاري"، "جان باتيست غاهامانيي" بالحجّ إلى أمكان الظهورات، وبتكريم سيّدة "كيبيهو".

حجر أساس الكنيسة وُضع في 28/11/1992. ولكنّها شهدت مآسي مريعةً. فقد هلك فيها، حرقًا، نحو ألف روانديّ، التجأوا إليها.

عام 2000 أعلن المطران "ميزاغو" (MISAGO)، الذي سبق له أن اشترك في لجنة التحقيق الكنسيّة أنّ مصدر الظهورات إلهيٌّ، قائلًا:
 "أجل، لقد ظهرت العذراء مريم في كيبيهو، يوم 28/11/1981 وإنّ براهين صحّة الظاهرة ترجح على دواعي الشكّ".

(المصدر: أديب مصلح، ظهورات كيبيهو وظهورات غوادالوبي -سلسلة ظهورات 6- )

  لتنزيل وتلاوة: مسبحة آلام العذراء السبعة (مجانًا) Pdf.

تابعونا على صفحة :
قلب مريم المتألم الطاهر
(أنجح صفحة مريميّة بالعربيّة على الفيسبوك)

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI