الروحانيّة الحقيقيّة للقديسة تريزيا الطفل يسوع، لا المشَوّهة ! †

<<يسوع فرحي هو أن أحبّك. وهل من فرحٍ أعظم من فرح الألم لأجل حبّك؟ >>

 القديسة الكبيرة تريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (معلمة الكنيسة الثانية)

1382327_952070868221210_8127727084047337552_n

** روحانية القديسة الحقيقية ***
فرح القدّيسين ليس بالإحتفالات العالمية (رقص + تسبيح على الطريقة البروتستانتنية) فهذا إهانةٌ لهم وتشويه لحقيقتهم !
إنّ أساس حياة القديسة تريزيا الروحية هو الطفولة الروحية (فأخذت اسم “تريزيا الطفل يسوع”)! ولكن كمال وحقيقة وعُمق حياتها وكتاباتها وفرحها الوحيد هو الألم ! (فأخذت أيضًا اسم: تريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس “الدّامي”)
فلا تخفى عنكم هذه الكتابات والحقائق التي تُنسى داخل الكنيسة بسبب التعليم الخاطئ والمُتجدّد، ومُمارسات الإيمانية المُزيّفة ! هذه هي روحانية القدّيسة التي قّدّمت نفسها ضحيّة الحب الإلهي في عمر الـ 24 سنة !
هذا هو فرح تريزيا الصغيرة الحقيقي:<<الصليب>> !!

مَن لا يَحمِلْ كلّ يَومٍ صَليبَه ويَتبَعْني، فلا يستحقّني. (متى 10: 38)
————————————–

1 – فناء هذه الدنيا والزّهد بها

أنا زهرةٌ ربيعيّةٌ يقطفها صاحب الحديقة ليتنعَّم بها. نحن كلُّنا على هذه الأرض أزهارٌ مزروعةٌ يقطفها الله في أوانها، بعضها عاجلاً والبعض الآخر آجلاً … أمّا أنا الصغيرة قليلة الأيّام، فسأذهب قبل الجميع. وسنلتقي يومًا في الفردوس ونتمتّع بالسعادة الحقيقيّة. فمتى قال الملاك: “قد انتهى الزمن”، فعندئذٍ أستريح، ويمكنني أن أفرح، إذ يكون عدد المُختارين قد اكتمل.

2 –رغبات لم تتحقّق؛ الإستشهاد

كان عليَّ، يا يسوع، أن أكتفي بأن أكون لكَ عروسًا، كَرمليَّةً، وأصيرَ، باتّحادي بكَ، أُمًّا للنفوس. لكنّي أشعر بأنّي مَدعوَّةٌ إلى أمورٍ أخرى. أودُّ لو أقوم بأعظمِ أعمال البطولة. (…) وأشعرُ بشجاعة الصليبيّ المُجاهد، وأشتهي أن أموتَ في ساحة الوَغى (المعركة) دِفاعًا عن الكنيسة.
آه ! وفوق كلّ شيء أريدُ الاستشهاد ! الاستشهاد ! إنّه حلمُ صِبائي ! وهذا الحلم نَما معي في قلِّيَّتي (غرفتي) الكرمليّة الصغيرة. وهذا ضربٌ آخر من الجنون. فإنّي لا أتمنّى نوعًا من العذاب واحدًا يشفي غليلي، بل جميع العذابات ! أريد مثلكَ، يا عروسي المعبود، أن أُجلَدَ وأُصلَبَ … أن أموتَ مُجرَّدةً عن كلّ شيء !
وإذا وجّهتُ فِكري إلى العذابات التي لم تَسمع بها أُذُن، والتي ستكون، في عهد المسيح الدجّال، نَصيب المسيحيّين، إرتعشَ قلبي فرحًا، وأتمنّى لو تُحفَظُ لي تلك العذابات. فافتح، يا يسوع، كتاب الحياة، حيث سُجِّلَت أعمال جميع القدّيسين: أتمنّى لو كنتُ أتمَمتُ جميع تلك الأعمال لأجلكَ !

945866_952070831554547_4591079922166330753_n

3 – الألم بفرح

إنّي بحاجةٍ إلى أن أنسى الأرض ! كلُّ شيءٍ في هذه الدنيا يُتعبُني ! لا أجدُ فيها إلاّ فرحًا واحدًا، وهو أن أتألَّم … وهذا الفرحُ – لا أشعرُ بهِ – يفوقُ كلَّ فرح. الحياةُ تمضي، والأبديّةُ تقترب ! وسنحيا عمّا قريبٍ بحياةِ الله عينِها. وبعدُ أن نكون شربنا من ينبوع المرارات، سنرتوي من ينبوع الحلاوات كلِّها ! أجل ! إنّ شكل هذا العالم لزائل. سنشاهد، عمّا قريب، سماواتٍ جديدة. وتسطَعُ شمسٌ أشدُّ إشعاعًا، ينيرُ بهاؤها بِحارًا من أثيرٍ وآفاقًا لا حدود لها … لن نكون بعدُ أسرى على أرضِ منفى، لانّ كلَّ شيءٍ سينتهي ! ولا نزال نردِّد ترنيم الألم. يسوع يُقدِّم لنا كأس مرٍّ بالغ المرارة، فلا نُحوِّل عنه شفاهنا. بل فلنتألَّم بسلام ! وإن قُلتُ: بسلام، فلا أعني: بفرح، أو أقلّه: بفرحٍ أُحسُّهُ. فَلِكَي نتألّم بسلام، يكفي أن نريد حقًّا كلّ ما يريده ربّنا. لا تتوهّمَنَّ أن نلقى الحبَّ ولا نلقى الألم.

4 – سرُّ القداسة والألم؛ خلاص النفوس !

لقد فهمتُ أنّه كان عليّ أن أتألمَ كثيرًا، لكي أصير قدّيسة، وأن أسعى دومًا إلى الأكمل، وأنسى نفسي. وفهمتُ أنّ في سُلَّمِ القداسة درجاتٍ عديدة، وأنّ كلَّ نفسٍ، في جوابها على مبادرات ربّنا، حرّةٌ أن تعملَ أقلَّ أو أكثرَ لأجل حبِّهِ، وفي كلمةٍ، أن تختار ما تشاء من التضحيات التي يطلُبُها هو. حينئذٍ هتفتُ كما في عهد طفولتي: أختارُ، يا إلهي، كلَّ شيء ! لا أريد أن أكون نصفَ قدّيسة. لا يُخيفني أن أتألَّمَ لأجلكَ، بل أخافُ شيئًا واحدًا، أن أحتفظَ بإرادتي لنفسي. خُذها، لأنّي أختارُ كلَّ ما تشاءُ أنتَ. وكلّما اشتدَّ الألم، بدا على عيون الخلقِ خفيفًا، وأثار ابتسامتَكَ، يا إلهي ! ولو فرَضتَ المُحال، ونسيتَ أنتَ نفسُكَ ألمي، سأكونُ أيضًا سعيدةً بأن أتألّم، على رجاءِ أنّي، بدموعي، قد أمنعُ، أو أقلّه أُكَفِّرُ، خطيئةً واحدةً تُرتَكبُ ضدَّ الإيمان.
أمّا ما أتيتُ أُنشدُهُ في الكرمَل، فقد صرَّحتُ به في الامتحان الإحتفالي الذي سبقَ نذوري: “أتيتُ لأخلِّصَ النفوس، وفي الخصوص لأُصلّي لأجلِ الكهنة.” ومن أرادَ أن يُدرك الغاية اتّخذ الوسيلة إليها.
فيما أنّ يسوع قد أفهمني أن سيُعطيني، بالصليب المقدَّس، النفوس، صرتُ كلّما لَقيتُ صليبًا، ازداد تَوقي إلى الألم … لقد عرفَت نفسي ضُروبًا من المِحن كثيرة، ولقد تألَّمتُ كثيرًا في هذه الدنيا ! في طفولتي كنتُ أتألّم حزينة، أمّا اليوم، فصرتُ أستعذبُ جميع الأثمار المُرَّة بالسلام والفرح. ولقد سمح الله أن تكتنفَ نفسي الظُلُمات الكثيفة، وتُصبحَ فكرةُ السماء التي كانت شديدة العذوبة إليّ منذ طفولتي، موضوع كفاحٍ لي وعذاب ! ولم تنحصر مُدَّةُ تلك المحنة في بضعة أيّام وبضعة أسابيع، فها أنا أتألّم منذ أشهرٍ. وما زلتُ أنتظرُ ساعة نجاتي. لَيتني أستطيعُ أن أُعبِّرَ عن شعوري ! ولكنّه مُستحيل ! لا يُدرِكُ عَتمَة النّفق المُظلم إلاّ مَن قد عَبَر فيه. ويتضاعفُ عذابي، كلّما أوَدُّ أن أريحَ قلبي المُتعَب بما يكتنِفُهُ مِن ظُلُمات، متذكِّرةً حياةً أبديّةً آتية.
وهل من فرحٍ أعظم من فرح الألم لأجل حُبِّكَ، يا إلهي !

8368_952070848221212_1155946368870537214_n

صلاة:
يا قديسة تريزيا يا وردة السماء ونبض الحبّ في الكنيسة، أفهمينا سرّ السعادة الحقيقية، سر وثمرة الصليب والألم، لخلاص النفوس ومجد الله، على خطى ربنا الحبيب يسوعكِ ويسوعنا.
يا قلب مريم المتألم الطاهر، هب لنا أن نتشارك أشواكَ آلامكَ فنكون عزاءك وعزاء قلب يسوع الأقدس الى الابد

تابعونا على صفحة 

قلب مريم المتألم الطاهر

final

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI