آلام قلب مريم الطاهر ودماء الفادي الزكيّة (مدينة الله السريّة)

(c) St Stephen's House, University of Oxford; Supplied by The Public Catalogue Foundation

بعد موت يسوع على الصليب وبعد أن أسلم الروح… لم تعلم العذراء أن ابنها سيذرف المزيد مِن الدماء مِن جرح قلبه الأقدس … إليكم ما حدث
نقرأ عن آلام قلب مريم الطاهر، وتفجّر دماء قلب يسوع الأقدس “ولادة الكنيسة المقدّسة”

مِن كتاب المكرّمة”ماريا داغريدا” “مدينة الله السريّة” أو “الحياة الإلهية لمريم العذراء الفائقة القداسة” الذي كتبته بطلب العذراء نفسها بعد أن زوّدتها بأسرارٍ ورسائلٍ ورؤًى وانخطافاتٍ كشفت فيها مريم عَن حياتها وحياة إبنها على الأرض وفي السماء.

مُقتطفات من صفحة 315 الى صفحة 318.
(الترجمة العربيّة، للأخت ماري أنطوانت حسواني)

وكأمِّ للمُخلّص وشريكةٍ في الفداء، سَبَرت العذراء الكليّة القداسة غور جميع هذه الأسرار ولكنّها شعرت أيضًا بجميع أوجاع الآلام. وكان ألم موت ابنها أشدّ وقعًا، وقد فاق جميع ما تَحمّله البشر منذ إنشاء الكون. وإن لم تمُت مِن جرّاء هذه الأوجاع كان ذلك معجزةً أكبر من جميع التي حَفظتها إبّان الآلام (…) 

ولكن هذا الألم لم يَمنعها مِن الإهتمام بدفن ابنها القدوس بعنايةٍ فائقة. ووسط الإرتباك حيث شاء الله أن يتركها فيه، دَفعها تواضُعها إلى أن تستنجد بالملائكة، فهي مَلكتهم.
“يا رُسل العليّ” قالت لهم، “أرشدوني كيف أستطيع أن أُنزل ابني المحبوب عن الصليب وأين سأتمكّن مِن تكفينه لأنّ هذا يتوجّب عليّ كأمٍّ”.

-“يا سيّدة العالم”، أجابها الملائكة: “فليَكُن قلبكِ مستعدًا لأنّ يتألّم أكثر أيضًا. إنّ الشريعة تقضي بأن لا يُنَزّل المصلوبون عن الخشبة إلّا بإذن الحاكم، وزيادةً على ذلك فإنّ ابنكِ الإلهي سَيسفكُ أيضًا مِن أجل البشر، قَطرات الدّم القليلة المُتبقّية له !”

زاد هذا الجواب قلق الأمّ الوقور. وبعد ذلك بقليلٍ شاهدت جماعة مُسلّحة مُتّجهة نحو الجلجلة، فقالت للقديس يوحنّا وللمريميّات:
“إنّ كأس ألمي قد فاضت ! ألعلّهم سيَقدُمُون على افتعال شراسةٍ جديدةٍ في جسد ابني القدّوس ؟!”

وكانت عشيّة السبت العظيم. وحتّى يحتفلوا بهذا العيد دون مشاغل أُخرى، طلب اليهود مِن بيلاطُس أن يسمح لهم بأن يكسروا سيقان المَحكومين الثلاثة ليستعجلوا موتهم ويُنزلوهم عن الصليب في المساء نفسه. فتمّم الجُند هذا الأمر على اللصّين اللذين كانا بعد على قَيْد الحياة، ولكنّهم جَنّبوا مِنه سيّدنا يسوع المسيح لأنّهم تأكّدوا مِن موته. وعلى الرغم من ذلك فقد اقترب منه جندي (ويُدعى لونجينيوس) وفَتَح جنبه بحربةٍ فخرج منه للوقت بعض قطرات دمٌ وماءٌ كما يُخبرنا بذلك القديس يوحنا الذي كان شاهدًا لهذه المُعجِزة.
فاخترق سيفُ الألمِ قلبَ الأمّ الإلهيّة كما لو كانت قد تَقبّلت ضربةَ الحربة هي نفسها، وأمّا الحربة التي اخترقت نفسها فكانت حادّة أكثر. وبما أنّها أشفقت أيضًا على لونجينيوس، قالت له:
“إنّ القدير ينظُر إليكَ بعينيَ رأفته بسبب الألم الذي سبّبته لي.”
فأراد يسوع، استجابةً لصلاة أمّه الشفوق، أن تنزل بعض قطرات الدّم والماء المُنحدرة مِن قلبه القدّوس على وجه الجنديّ القاسي. وعند هذه الملامسة، أُعيد إليه نظره الجسديّ الذي كان تقريبًا مفقوداً واستنارت نفسه فعرِف ألوهيّة المصلوب الذي طعنه بطريقةٍ لاإنسانيّة. وبعد أن بكى خطيئته أعلن أمام ذهول اليهود إيمانه بيسوع المسيح الإله الحقّ ومخلّص العالم الحقيقي(1)

1- ذهب الى كبادوكية يبشّر بالإنجيل وبطلبٍ من اليهود أرسل بيلاطس جندًا قطعوا رأسه. وتحتفل الكنيسة بعيد هذا القديس الشهيد في الخامس عشر من آذار.

 

لقد عرفت العذراء الكليّة القداسة سرّ هذا الجرح مِن حيث نَبَعت الكنيسة الجديدة مع أمواجٍ مِن النّعم، واحتفلت بهذه الأشياء العظيمة بِتسبيحٍ ألّفته مُمَجِّدَةً ابنها !

bernini_crocifissione-thumb

أيّها الدّم والماء المُنثقان من قلب يسوع كنبعِ رحمةٍ لنا، إنّنا نثق بكما

تابعونا على الفيسبوك: 
قلب مريم المتألم الطاهر

10509613_656184954476471_197786145256822204_n

إقرأ أيضًا مِن هذا الكتاب السماوي جزء آخر :
مقتطفات حول انتقال العذراء بالنفس والجسد الى السماء 
وتكليلها سلطانةً على السموات والأرض

وبعض إرشادات العذراء الى المكرّمة 
ماريا داغريدا”

You may also like...

2 Responses

  1. يقول Sussan Naamo:

    صلي لأجلنا ياوالدةالله القديسة لكي نستحق مواعيد المسيح امين

  1. ديسمبر 8, 2016

    […] 2- آلام قلب مريم الطاهر ودماء الفادي الزكيّة  […]

اترك رداً على Sussan Naamo إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by Calculate Your BMI