كيف نفهم الثالوث القدوس بأبسط شرح ؟؟

“الله واحدٌ في المسيحية لا يتجزّأ وبثلاثة أقانيم …”
(ثلاثة أسئلة وثلاثة أجوبة بسيطة ورائعة)

11287650_871874119549642_497333966_o

1- ما معنى “أقنوم” ؟
هي كلمة سريانية الأصل أطلقها السريان على كل ما يتميّز عن سواه بدون استقلال أو كائن حقيقيّ له شخصيّته الخاصة به، وله إرادة ولكنّه واحدٌ في الجوهر والطبيعة مع الأقنومين الآخرين بغير انفصال
الأقنوم هو الشخص مع الجوهر أو الطبيعة التى يحملها . والأقنوم يعنى التمايز فهو يعيى الكينونة المتمايزة

2- من هم الأقانيم الثلاثة ؟

الأقانيم الثلاثة هم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد :
1 – الآب هو الله من حيث الجوهر، وهو الأصل من حيث الأقنوم .
2-الابن هو الله من حيث الجوهر، وهو المولود من حيث الأقنوم .
3-الروح القدس هو الله من حيث الجوهر،  وهو المُنبثق مِن حيث الجوهر

 

3-كيف أنّ الآب والابن والروح القدس واحد؟

النار يوجد بها لهب؛ واللهب يخرج منه نور وحرارة. فاللهب يسمى نار، والنور يسمى نار، والحرارة تسمى نار، والدليل على ذلك من الممكن أن نقول إنّنا نوقد النار، أو إننا نوقد اللّهب، أحياناً نقول نحن نستنير بالنار أو نحن نستدفئ على الحرارة أو نحن نستدفئ على النار. فاللّهب والنور والحرارة الخارجة منه شئ واحد أى نار واحدة وليسوا ثلاثة نيران. ولكن اللهب غير النور غير الحرارة. ومع أن اللهب غير النور غير الحرارة ولكن اللهب إنّ لم يلد نوراً ويشعّ حرارة لا يكون ناراً على الإطلاق. فاللّهب بنوره وحرارته يكون ناراً حقيقيّة.

هكذا إذا تأمّلنا فى الثالوث القدوس نفهم أنّ الآب هو الله، والابن هو الله، والروح القدس هـو الله. مثل اللّهب نـار، والنور نـار، والحرارة نار، فالآب هو الله الآب، والابن هو الله الابن، والروح القدس هو الله الروح القدس، ويمكن أن يُقال الله فقط بدون الآب. كما نقول أن اللهب هو نار فالتسمية ليست مشكلة ولكن إذا لم يوجد الابن لا يوجد الله. لأنه لا يوجد آبٌ بغير ابن ولا توجد نار بغير حرارة؛ حتى لو كان هناك لهب. لأن اللهب بدون حرارة ليس له قيمة، وكذلك أيضاً العقل بدون فكر ليس له قيمة، فالمولّد يلد كهرباء، والنور يلد شعاع، والعقل يلد فكر، والزهور تلد رائحة، والنبات يلد براعم، ولا يوجد شئ فى الوجود كله لا يلد غير الحجر والجَماد الأصم. فالله أعلن لنا أنّه كإله واحد هو آب وابن وروح قدس.

 

ماذا علّمت الكنيسة كتعليمٍ ثابت أبديّ ؟! 

(مُقتطف من المَجمع الفاتيكاني الأول، في سنة 1899)

3325- إن خطر [الضلال في شأن الثالوث]… يأتي من أنّه في الإيمان أو العبادة يُخلط بين الأقانيم الإلهية، أو تُقسم الطبيعة التي هي واحدة فيهم… لذلك البابا أنوشنتيوس الثاني عشر سَلفنا، رَفض رفضاً باتاً، للّذين كانوا يلتمسون ذلك، احتفالات خاصّة لإكرام الآب. فإذا كانت الأسرار الخاصة بالكلمة المتجّسد يُحتفل بها في أيام أعياد مُحدّدة، فليس هناك أيّ عيد خاصّ بالاحتفال بالكلمة بحسب طبيعته الإلهيّة وَحدها. واحتفالات عيد العنصرة لم تُقم هي أيضاً، في الأيّام القديمة، لتكريم الروح القدس وحده في ذاته، ولكن للتّذكير بمجيئه، أيّ برسالته الخارجية. ذلك كلّه أُقرّ حتّى لا يَنقاد أحدٌ بتمييز الأقانيم إلى التمييز في الجوهر الإلهيّ. بل الأكثر من ذلك أن الكنيسة، لتبقي أولادها في سلامة الإيمان، قد انشأت عيداً للثالوث الأقدس، جعله البابا يوحنا الثاني والعشرون إلزامياً في ما بعد، في كل مكان [سنة 1331]… وأمور كثيرة تثبت ذلك. لأنّ إكرام القديسين الذين في السماء، والملائكة، والعذراء أم الله، والمسيح، ينعكس أخيراً على الثالوث ذاته وينتهي عنده..
3326- إن الكنيسة تَنسُب عادةً، بوجهٍ مُلائمٍ جداً، إلى الآب، الأعمال الإلهيّة التي تَسطعُ فيها القدرة، وإلى الابن تلك التي تُشرِق فيها الحكمة، وإلى الروح القدس تلك التي يسودها الحبّ. وهذا لا يعني أنّ الأقانيم الإلهيّة لا تشترك في كل الكَمالات وكل الأعمال الخارجية، “فأعمال الثالوث غير مُنقسمة، كما هو جوهر الثالوث ذاته”. إذ إنّ الأقانيم الثلاثة الإلهية، كما هي “غير مُنفصلة، كذلك هي تعملُ بغير انفصال”. ولكن استناداً إلى بعض الشبه، وبوجهٍ مِن القول، إلى تجانسٍ قائمٍ بين الأعمال نفسها خصائص الأقانيم، تُنسب، أو كما يقال، تخصّص بواحد أكثر ممّا بالآخرين: “كما أننا نلجأ إلى التمثيل المُكتشف في المخلوقات بالأثر والصورة، لإظهار الأقانيم الإلهية، كذلك نلجأ إلى الخصائص الجوهرية. وإظهار الأقانيم هكذا بالخصائص الجوهريّة هو ما يُسمّى الاختصاص”.(appropriation). وهكذا، يكون الآب الذي هو “مبدأ اللاهوت كله”، في الوقت عينه، عِلّة خَلق جميع الموجودات، وتجسّد الكلمة، وتقديس النفوس، منه كل الأشياء: منه لأنّه الآب. والابن، كلمة الله وصورته، هو، في الوقت عينه، العلّة المثاليّة التي تعكسها كل الأشياء بِشكلها وجمالها، ونظامها وانسجامها. إنه لنا الطريق والحق والحياة، الذي يصالح الإنسان مع الله، وبه كان كل شيء: به لأنه هو الابن. والروح القدس هو في الوقت عينه العلّة الغائية لكل الأشياء، لأنه، كما أن الإرادة، وكل شيء على العموم، يجد راحته في غايته، كذلك الروح القدس، الذي هو الصلاح الإلهيّ وحب الآب والابن، يكمل ويُنهي… هذه الأفعال الخفيّة، لأجل خلاص الإنسان، فيه كل الأشياء: لأنه الروح القدس.

You may also like...

1 Response

  1. love jesus says:

    تفسير الثالوث الأقدس بشكل مختصر

    الثالوث الأقدس هو طبيعة الله الواحد وهو = الآب والابن والروح القدس
    الله هو كائن عاقل وظاهر وحي.
    الآب: هو الله العاقل – الابن: هو الله الظاهر – الروح القدس: هو روح الله
    توضيح: الله عاقل بالآب ظاهر بالابن حي بالروح القدس.
    أي أن: الآب عاقل بذاته ظاهر بالابن حي بالروح القدس، والابن عاقل بالآب ظاهر بذاته حي بالروح القدس، والروح القدس عاقل بالآب ظاهر بالابن حي بذاته.

    تشبيه1:
    شخص الإنسان (عقل وجسد وروح) وفي النهاية شخص الإنسان هو فرد واحد.
    كذلك طبيعة الله الواحد = الآب: (العقل الذي يتصرف به) الابن: (الصورة الذي يظهر بها) الروح القدس: (الروح الذي يعيش به).
    – العقل ليس الجسد والجسد ليس الروح والروح ليس العقل لكنهم في النهاية شخص إنسان واحد.
    – الآب ليس الابن والابن ليس الروح القدس والروح القدس ليس الآب لكنهم في النهاية إله واحد.
    (أي انهم متميزون عن بعضهم البعض في الوظائف في اتحاد كامل دون انفصال).
    الآب xالابن xالروح القدس = وجود الله الواحد، الكائن بذاته.

    تشبيه2:
    الشمس هى (قرص وضوء وحرارة) وفي النهاية الشمس هى كيان واحد، ولكن لكل خاصية من خصائصها وظيفة مختلفة.

    (شواهد):
    – وَقَالَ اللهُ: “‍نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا (التكوين ١:‏٢٦).
    (في إشارة لعمل الثالوث الأقدس في الخلق).
    – فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ (التكوين ١:‏٢7).
    (في إشارة للتشابه بين الطبيعة البشرية والطبيعة الإلهية مع الإحتفاظ بالفارق الكبير بينهما).
    – اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ (تثنية 4:6). – لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ (كورنثوس الاولى 6:8).
    – اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ (يوحنا 18:1).
    (في إشارة لعدم قدرة أحد لرؤية لاهوت ومجد الله الكامل، ولكنه يتراءى للآخرين في أقنوم الابن وهو السيد المسيح الذي هو صورة الله التعبيرية، وبأنه كلمة الله الناطقة أو نطق الله العاقل).
    – الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ (العبرانيين 3:1).
    – لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي (يوحنا 21:17).
    – اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ (يوحنا 9:14). – أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ (يوحنا 11:14).
    – الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ (كولوسى 15:1). – فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ (كولوسى 16:1). – كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. (يوحنا 3:1).
    (في إشارة لأقنوم الابن وهو السيد المسيح وبأنه صورة الله وبه خلق كل شىء).
    – فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.‏هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ (يوحنا 1:1-2).
    (يقصد بالكلمة أقنوم الابن وهو السيد المسيح في إشارة لأزليته وألوهيته).
    – أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ (كورنثوس الاولى 16:3).
    – فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ (متى 19:28).

    * إذا حسن عندكم الشرح فبرجاء العمل على نشر الموضوع ليكون سبب إفادة الآخرين
    وسلام الرب يحفظكم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Powered by Calculate Your BMI