جلجلة الكنيسة † آلام المسيح في أيّامنا

الرّب يُنبئ عن آلام الكنيسة المقدّسة، علامةً تسبِق غضبه الإلهي ثمّ مجيئه الثاني بالمجد !

أوّلًا: قراءة لإنجيل لوقا 17 :20-30
————————–———–
ولمّا سأله الفريسيّون : متى يأتي مَلكوت الله ؟ أجابهم وقال: لا يأتي ملكوت الله بمُراقبة، ولا يقولون: هوذا ههنا، أو: هوذا هناك لأنّ ها ملكوت الله داخلكم !
وقال للتلاميذ: ستأتي أيامٌ فيها تشتهون أن تروا يومًا واحدًا من أيّام ابن الإنسان ولا ترون ! ويقولون لكم: هوذا ههنا أو: هوذا هناك لا تذهبوا ولا تتبعوا !لأنّه كما أنّ البرق الذي يبرق من ناحية تحت السماء يضيء إلى ناحيةٍ تحت السّماء، كذلك يكون أيضًا ابن الإنسان في يومه.
ولكن ينبغي أولاً أن يتألّم كثيراً ويُرفض مِن هذا الجيل !
وكما كان في أيام نوح كذلك يكون أيضا في أيّام ابن الإنسان، كانوا يأكلون ويشربون، ويُزوِّجون ويتزوَّجون، إلى اليوم الذي فيه دخل نوح الفُلك، وجاء الطّوفان وأهلك الجميع. كذلك أيضًا كما كان في أيام لوط: كانوا يأكلون ويشربون، ويشترون ويبيعون، ويغرسون ويبنون، ولكن اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم، أمطر نارًا وكبريتًا من السماء فأهلك الجميع، هكذا يكون في اليوم الذي فيه يظهر ابن الإنسان (…)


2- هل تكلّم عن موته على الصليب وتحقّقت هذه النبؤات ؟
—————-—————————
—–

1- لقد أوضح القديس بولس أن الكنيسة هي جسد المسيح السريّ (كولوسي 1 :24)
وشدّد بحزمٍ مرّةً ثانية (عن الجيل الذي يرفض المسيح، 2 كولوسي 2) قائلًا:
“لا تتزعزعوا سريعًا عن ذِهنكم، ولا ترتاعوا، لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنّها منا: أي أنّ يوم المسيح قد حضر !! ولا يخدعنكم أحدٌ على طريقة ما، لأنّه لا يأتي إن لم يأت الإرتداد (رفض الإيمان) أولاً، ويُستعلن إنسان الخطيّة، ابن الهلاك (المسيح الدجال) “

2- أظهر السيد المسيح أنه سيأتي وقتٌ فيه يشتهي المؤمنون يومًا من أيّام وجوده على الأرض حين يكتشفون شخصه، ويتذوّقون حلاوة صداقته، إذ يقول: “ستأتي أيام فيها تشتهون أن تروا يومًا واحدًا من أيام ابن الإنسان، ولا ترون” [22].
عندما تكلّم الرّب قَبلًا عن هذه الأيام (متى 24: 21) قال:
يكون حينئذٍ ضيقٌ عظيمٌ لم يكن مِثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون !

3- القديس كيرلس الكبير (معلّم الكنيسة) يشرح :

Vatican_80087
يرى هذا القديس الكبير أن المسيح إذ تحدّث مع تلاميذه عن ملكوته الداخلي فيهم، أراد أن يكشف لهم عن الآلام التي تُعانيها الكنيسة ويسقط تحتها المؤمنون، حتى ليحسب الكلّ أن أيّام وجود السيّد المسيح على الأرض تُحسبُ كما لو كانت أيّامًا بلا أتعابٍ أِن قورنت بما سيمرّ به المؤمنون. أنّهم يشتهون الأيّام التي عاش فيها التلاميذ مع المخلّص حيث يحمل السيد الآلام وحده وهم مُستريحون. بهذا لا يريد السيد أن يُرعبهم، وإنما بالحريّ يهيّئهم لاحتمال الضّيق ومواجهة المتاعب بقوّة، إذ سبق فأخبرهم بها.
*ولكن هل بقوله هذا كان الرب يخيف تلاميذه؟
هل كان يضعفهم مقدمًا، ويجعلهم خائرين في احتمال الضيقات والتجارب التي لا يقدرون على احتمالها؟
-ليس هذا هو ما يقصده بل بالحري أراد بالعكس أن يهيّئهم لقبول كل ما يحزن البشر، فيكونون مستعدين لاحتماله بصبرٍ، فيتزكّون، ويدخلون ملكوت الله.


وقال القديس كيرلس أيضًا: 
لقد سبق فحذّرهم قبل مجيئه من السماء في نهاية العالم، بأن التجارب والضيقات تسبقه حتّى أنهم يشتهون أن يروا يومًا واحدًا من أيّام ابن الإنسان، أي يروا يومًا من الأيام التي كانوا فيها مع المسيح يتحدثون معه. ومع أن اليهود ـ حتى في هذه الأيام ـ استخدموا عنفًا ليس بقليلٍ ضده، إذ حاولوا رجمه بالحجارة، واضطهدوه لا مرة بل مرات عديدة، واقتادوه إلى تل ليلقوه من القمة، وأهانوه وصنعوا وِشايات ضدّه، ولم يتركوا أي شكل من الشر إلّا ومارسه اليهود ضده، فكيف يقول إذن أن التلاميذ يشتهون أن يروا يومًا من أيّامه؟ هذا بالمقارنة بالشرور الكثيرة التي ستحلّ فتحسب هذه قليلة ومشتهاة !


ملاحظة:
جبل الجلجلة هذا أعلنته العذراء في ظهور فاطمة (السر الثالث)
 كما في العديد من رسائلها المُثبتة ، وكذلك بعض القديسون (منهم رؤى الطوباوية كاثرين إيميريخ … وغيرها)
جبل الجلجلة الذي بدأ ويتفاقم (كالحرب الخفيّة “الم.اس.و.ن.ي.ة” والعلنية ضد الكنيسة واضطهاد المسيحين في العالم) ينتهي بانتصار قلب مريم الطاهر الأخير على الشر والشيطان !

إضغط هنا لقراءة رؤيا الطوباوية كاثرين إيميريخ عن آلام الكنيسة

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by Calculate Your BMI