القديسون وتعاليمهم والتبشير بها هل يناقض الكتاب المقدّس ؟!

(إنتبهوا !! ‫#‏تعليم_كنسي‬ Vs. ‫#‏هرطقة_وتجديد‬)

لِذلِكَ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ سَمِعْتُ بِإِيمَانِكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتِكُمْ نَحْوَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، لاَ أَزَالُ شَاكِرًا لأَجْلِكُمْ، ذَاكِرًا إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِي،
كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،
مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ !
(الإنجيل المقدّس، أف 1: 15-18)

تعليم غير كاثوليكي يسري داخل الكنيسة اليوم، يهاجِمُ قدّيسيها “لو بطريقة سلِسلة مَرِنة وأسلوب مهذّب أحيانًا، فنسمع أفكارًا تقول: “لا تبّشروا بالقديسين ! بل بالكتاب المقدّس”

ما هو مصدر هذا التعليم ؟ وما مدى صحّته ؟
هل صار من الخطأ التبشير بسِير حياة القديسين وأعمالهم وشهادتهم ليسوع المسيح والكنيسة ؟ هل نحجُب بذلك الكتاب المقدّس ؟ هل نبشّر ضدّه ؟ هل نخطأ تجاه الروح القدس ؟

إنّه ومن دون شكّ شعارٌ جميلٌ مُنمّقٌ، يبدو منطقيًّا وسليمًا مُدافعًا ومتحجّجًا بالكتاب المقدّس !
لقد تسلّل التعليم البروتستانتي الى داخل الكنيسة الكاثوليكيّة، الى كليّات اللاهوت … ليشوّه تعاليم الكنيسة البريئة من كل خطأ، من كل ما هو بشريٌّ !
هذا الواقع المؤلم ليس بجديد، لقد بدأ منذ 100 تقريبًا. وقد فضح هذا الفكر البابا القديس “بيوس العاشر” وحرمه، عام 1907.
نعم ! لقد دخل الأعداء الى داخل الكنيسة تحت اسم “العصرنة” Modernisme، قائلًا عنها أنّها: أخطر ثورة ألمّت بالكنيسة وهي الأخيرة التي تثور ضدّها [من الداخل].

إقرأ ما كتبه البابا القديس 

هذا الفكر ليس بجديد. إنّه تفكير “بروتستانتي” محضٌ !
فالبروتستانت وهي كلمة مشتقّة من فعل Protest (أتمرّد) وتعني “المتمرّدون” [على الكنيسة]، هي بدعةٌ ثارت ولا تزال تثور منذ القرن الرابع عشر على الكنيسة والتعليم والهرميّة والسلطة. تأخذ الكتاب المقدّس وتكتفي به، وتتوقّف عنده. وبالأكثر؛ تحرّفه، وتفسّره تفسيرات جديدة عديدة ومتناقضة.
بمعنى آخر، أخذ البروتستانت الكتاب المقدّس من الكنيسة، ونكروا الكنيسة ! نكروا كلّ تعليمها وسلطتها الإلهيّة… كل عمل الكنيسة في التدبير والتعليم والتقديس. رفضوا وانقلبوا بحجّة الإصلاح والتحسين. انشقّوا عن عمل الأسرار. واكتفوا بالكتاب المقدّس.

من هم القديسون بالنسبة للبروتستانت ؟

بدايةً؛ لمحة تاريخيّة:
-بعد الثورة البروتستانتنيّة، عقدت الكنيسة ما يُسمّى ب”المجمع التردنتيني”، الذي عقد 25 جلسة ليبحث ويحدّد هرطقات البروتستانتنيّة. وقد ترأسّه ثلاث بابوات: البابا بولس الثالث (الذي أنشأه)، البابا يوليوس الثالث، البابا بولس الخامس. من العام 1545 حتّى سنة 1563.

وقد طرح المجمع المقدّس -ردًّا على البروتستانت- المواضيع التالية:
النصوص المقدّسة – تعليم (شرح) الكتاب المقدّس – التقليد المقدّس – الخطيئة الأصليّة – التبرير (الغفران)- الخلاص- الأسرار – القدّاس الإلهي- تكريم القديسين.

أنزل المجمع التريدنتيني الكنسيّ، 33 حرم بالبدعة البروتستاتنيّة التي لا تعترف بالقديسين ولا تعاليمهم ولا سِيَر حياتهم وعجائبهم ولا شفاعتهم ولا مكانتهم المرتفعة في السماء والغالية على قلب الله، وكمال مسيرتهم على الأرض وشهادتهم واستشهادهم !!
نعم إنّه إبليس نفسه “أبو الكذب والكذّابين وأبو التمرّد والمتمرّدين على الكنيسة” الذي يلقّنهم التعليم المسمّم: لقد مرّوا على الأرض وماتوا، الصلاة من أجلهم إهانة لله وعبادتهم مكانه !

** فكيف نتصرّف وبما نردّ إن كان هذا التعليم بدأنا نسمعه داخل الكنيسة بل وسيطر وحجب التعليم السليم ؟؟!! 

يعلّم قانون الإيمان الكنسيّ أن نشهد للكتاب المقدّس بصحّته بأنّه كلّه ملهمٌ من روح الله، “كما جاء في الكتب” ! نعم ! دستور حياتنا المسيحيّة هو الكتاب المقدّس. ولكن يُكمِل قانون الإيمان:
“ونؤمن بالروح القدس الناطق بالأنبياء والرسل، ونؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسوليّة
ولا نقول: نؤمن بكتاب مقدّس واحد تعليمي !!
فما الفرق إذًا ؟!
1- لأنّ تفسير الكتاب المقدّس خارج الكنيسة، يوقعنا في أخطاء كثيرة وهرطقات عديدة !
(وهذا هو حال البدع العديدة” شهود يهوى، بروتستانت، تيّار الإيمان … الذين يؤمنون بالكتاب المقدّس على هواهم)
ليس أحدٌ مخوّلٌ أن يفسّر الإنجيل غير الكنيسة الكاثوليكيّة التي يتكلّم بها وفيها وداخلها الروح القدس دون سواها !!

2- يتحجّج التعليم المعاصر في الكنيسة: هذا كلّه تقويّات عجزة وخرفات ومشاعر باطلة !

إنتبهوا أيها الإخوة بيسوع المسيح وأمّه الكليّة القداسة وبشركة القديسين، لأنّه:
I- مجد الله يظهر في قدّيسيه
II- القديسون هم المسيحيّيون الحقيقييّون دون سواهم، واتّباع حياتهم وتعاليمهم هو التمثّل بالكمال المسيحي، بـكمال الإنجيل !
III- القديسيون وحدهم فهموا الكتاب المقدّس بالروح القدس الناطق بالكنيسة، بل وأكثر عاشوه وصاروا: إنجيلًا حيًّا: مسيحًا آخرًا
IV- هم أوّلاً مخوّلين لـيفسّروا ويشرحوا الكُتب المقدّسة لا البروتستنانتنيّة الفاسِدة ولا الفَلسفات العديدة العِلمانية منها، والنظريات المُلحدة التي تتبنّاها (الفلسفة) في معظم الأحيان، ولا أي جهة خارجة عن الكنيسة !
V- التبشير بالقديسين هو التبشير بأكمل وانقى وجهٍ مُمكنٍ بالكتاب المقدّس.
VI- الذين كتبوا الإنجيل هم قدّيسون !

<< اُذْكُرُوا  قِدِّيسكُم الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ. يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ.(عب 13: 7- 8 ) >>

3- لذلك، أضحى من الطبيعي أن يشنّوا هجومهم أيضًا على “مريم العذراء أمّ الله، أمّ الكنيسة، سلطانة الرسل والشهداء والقديسين” وعلى ظهوراتها المثبّتة -بالروح القدس كنسيًا- الى الأبد وعلى رسائلها وكلماتها !!
لأنّ العذراء الملتحفة بالشمس (نور الحقيقة الإلهيّة الكامل) هي القائدة اليوم في المعركة (رؤ 12) والتي تمثّل الكنيسة الحقيقيّة أيضًا التي يتجيّش فيها نسلها ضدّ التنين الجهنّمي ونسله وأفكاره السّامة التي يقذفها من فمه كسيل ماء ليقضي عليها !

11136634_843345025760462_8409777061035347267_n

4- يصرّح التعليم البروتستانتني **داخل الكنيسة** :
ليس للعذراء شيئًا تقوله لي، هي صامتة في الإنجيل”، لا نؤمن بالظهورات بل بالإنجيل !! وكأنّ العذراء تناقض تعليم الكتاب المقدّس “هي التي حفظت كلّ شيء في قلبها” وكأنّ أمّ الله تخون ابنها المعلّم الإلهيّ !

نعم إ إن مريم أمّ الله مُغيظة إبليس وأكاذيبه بالدّرجة الأولى، فالله سلّمها منذ البدء مهمّة سحق رأسه مصدر كبرياءه دون سواها.
إن كانت هي (كما يستشهدون لتنقضوا الظهور) تقول في الإنجيل :
“إسمعوا ما يقوله لكم” فهل تناقض نفسها في الظهور السماوي وتُبعدنا عن الإنجيل ؟!
أم تقرّبنا إلى ابنها أكثر فأكثر وتفهّمنا كلّ شيء ! هي عروسة الروح القدس المحبوبة، وكُرسي الحكمة ،وأمّ الكلمة.

 

قالت مريم: في النهاية قلبي سينتصر !
فعُودوا الى أحضانها ودِفء قلبها الأموميّ قبل فوات الأوان. فإن كنتم تحبّون العذراء لمَا ترفضون قَلبها !
إن كنتم تحبّون العذراء والقديسين كما تدّعون بقوّةٍ وفخرٍ، لسمِعتم لها ولهم واتّبعتم إرشاداتها وإرشاداتهم التي تُعيدنا الى الإنجيل الحقيقيّ والكنيسة الواحدة الحقيقيّة :

” لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ الرب يسوع المسيح بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ،
 لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ،
 وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ،
 وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ.
 وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا،
 لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ.”
(أف 3: 16 -21)

هذا تعليم الإنجيل؛ تعليم الروح القدس !


تابعونا على الفيسبوك:
قلب مريم المتألم الطاهر
10509613_656184954476471_197786145256822204_n

You may also like...

Powered by Calculate Your BMI